احمد شلبى
احمد شلبى


كلام على الهواء

أزمة التجديد

أحمد شلبي

السبت، 01 فبراير 2020 - 07:03 م

زادت نغمة تجديد الخطاب الدينى فى السنوات الأخيرة بشكل أصبح مدعاة للحيرة.. وصنع أزمة وكنت أظن أن الأمر لن يخرج من غرفة العلماء فى أصول الدين والفقهاء فى علم التفسير ولكنه أصبح يتردد فى غير أماكنه عبر المفتين الجدد والفضائيات والعامة من المثقفين والكتاب.
ورغم علمنا جميعا بأننا إذا أردنا أن نعرف شيئا أو نسأل عن حل مشكلة فقهيا نخضع للآية الكريمة «اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» إلاأننا اصبحنا نجد إجابات متعددة ممن هم ليسوا أهل ذكر.
الآية تشمل ايضا جميع مناحى الحياة فالمريض مثلا يسأل الطبيب وليس تخصصاً آخر وهكذا.
دعوات البعض بأننا علينا أن ننسف التراث وتفكيكه لأنه غير صالح أقرب إلى عدم فهم ماهية التراث وأننا علينا أن نلغى الماضى دون الإفادة منه فنصبح عرايا فقهيا على مدار قرون سبقت.
ليتنا تعلمنا الحكمة من سيدنا على بن أبى طالب كان يجتهد فى استنباط الأحكام أمام بعض الحالات والأحداث التى تمر على المسلمين وكان سيدنا عمر بن الخطاب لا يأخذ حكما إلا بعد استشارته فهو بوابة العلم ولم يقل أحد عنه أنه اتبع تجديد الخطاب الدينى.
الأمر أبسط من هذا الجدل والتعارك بالألفاظ من أجل أن يثبت كل طرف رأيه بالقوة على الآخر. قراءة التراث ما هى إلا أحداث مرت بالمسلمين فى الماضى البعيد واجتهاد الأئمة من النص والسُنة فى استنباط الأحكام واختيار أيسرها كما أمرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
من المؤكد أن هناك أحداثاً متشابهة فى الماضى بالحاضر ولكننا من العدل لا نأخذ استنباط الأحكام الخاصة بها حرفيا لاختلاف الزمان والمكان وهنا يأتى دور المجدد فى الأخذ من القرآن والسُنة كما أخذ السابقون لاستخراج أحكام لا تخرج على الدين ولكن تناسب العصر.. وكما فكر السابقون علينا أن نغوص فى معرفة الأساليب والمناهج التى اتبعوها لاستنباط الأحكام من القرآن والسُنة.
الأمر يحتاج إلى مزيد من التفكير والجهد دون خوف من اتهام البعض فى الداخل والخارج بأن التراث هو مبعث تخريج إرهابيين وليس فقهاء.. فالماضى بذوره حية وخيط الخبرة الحياتية يحتاج إلى تدقيق وتنقية للأحكام وإضافة أحكام تتسق مع العصر دون الخروج على النص أو مخالفة سُنة صحيحة.. وإلا سنبقى فى حيرة نغمة تجديد الخطاب دون الإفادة منه.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة