حمدى رزق
حمدى رزق


فيض الخاطر

هالـة زايـد

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 04 فبراير 2020 - 07:40 م

لن يرضى عنها الأطباء والمرضى، أتحدث عن وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، هتلاقيها منين ولا منين، حتى فيروس «كورونا» لم يرحمها، هالة زايد فى امتحان يومى، وزيرة ممتحنة، ربما هى الأكثر من بين وزراء حكومة مدبولى، التى تسلق بألسنة حداد.
لن أتحدث فى الشئون الطبية، أهل الطب أدرى بالحكم على كفاءة الوزيرة وأهليتها لقيادة المنظومة الطبية فى مصر، ولكن الثابت أن الوزيرة تكافح أمراضًا متوطنة فى المنظومة تعوق حركتها، وتقيد قراراتها، وتخفض درجات الإجادة التى ربما تستحقها.
أتحدث عن الإنسانة هالة زايد كيف تصطبح كل صباح بكل هذا النقد الصحى والضار، يصبحونها ويمسونها بسخرية فى تتويتات، وتغريدات، وكوميكسات، كيف تتعاطى مع كل هذا النقد وتتقبل كل هذا الرفض، وتتحمل كل هذه الآراء القاسية، أعصابها، حياتها، كيف ترسم الابتسامة الخجولة أمام عدسات المصورين.
الوزير فى مصر، ممتحن، ما إن يتم توزيره ويحلف اليمين حتى يصير هدفا، لوحة نيشان، ومع استفحال ظاهرة التجاوز الاجتماعى المعتمدة على وسائل التواصل الاجتماعي، صار الاستهداف جماعيا، وفرديا، فيسبوكيا وتويتريا، وعلى أنستجرام.
أصابت أو أخطأت، السؤال: كيف تتحمل الوزيرة كل هذا النقد بلا شكوى ولا تبرم ولا حتى إفصاح، كيف هى حياتها، كيف تواجه عائلتها؟ الوزيرة لا تلقى سوى تلويم، أقله توبيخ ناهيك عن السخرية، واستنكار فضلا عن إنكار الجهود.
لو كنت مكان هالة زايد ماذا تفعل، أتلقى بقفازاتك الطبية فى وجه الناقدين والرافضين، بلاها شغلانة توجع القلب وتجيب الضغط، وتصيبك بالسكرى، تنام محروق الدم من كومكيس بايخ يحملك مغبة فيروس كورونا فى إقليم يوهان الصينى، وتصحو على كارثة أو حادثة قدرية، فيحملونك المسئولية.
هل تصمد وتؤدى عملك صامتًا، هل تغلق بابك فى وجوه من لا يرضون، الوزيرة نعم رأس المنظومة الطبية، ولكنها تقود جيشا جرارا من كبار المسئولين حتى صغار المسعفين، هل أدى كل واجبه الذى يمليه عليه ضميره، هل قام كل بما تستوجبه مهمته الإنسانية، خطأ طبيب فى وحدة صحية فى قرية نائية فى صعيد مصر معلق فى رقبة الوزيرة فى القاهرة، هذا نمط تحميل المسئولية فى بر مصر، الوزير مسئول عن البغلة إذا عثرت فى طريق غير مرصوف.
الوزارة مناحة، الوزارة شغلانة تجيب الضغط والسكر ووجع القلب، الوزير يدخل الوزارة يقسم اليمين فارد طوله، بعد أسبوع ينحنى ظهره من ثقل المهمة، تركة ثقيلة، إرث السنين، الأمراض البيروقراطية المتوطنة كلها تقصر عمر الوزراء.. أطال الله عمر الجميع.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة