كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الأستاذة أمينة شفيق

كرم جبر

السبت، 29 فبراير 2020 - 10:19 م

قالت لوكيل النيابة: إذا لم يكتب كرم جبر ما كتبه عن فساد الريان، كنا سنحوله للتحقيق فى النقابة، لأنه أخفى عن الرأى العام معلومات صحيحة، ونطلب من كل صحفى أن يفعل ذلك، وأصرت على تدوين مرافعتها فى محضر التحقيق.
كان ذلك فى منتصف التسعينات، عندما أحالنى النائب العام الأسبق المرحوم رجاء العربى إلى نيابة أمن الدولة العليا، بتهمة التشهير بأحد أعضاء النيابة الذى كان يتولى الإشراف على مكتب التحفظ على أموال الريان، وكان ذلك عقب نشر تحقيق فى مجلة روزاليوسف بعنوان «فضيحة نص الليل فى مجلس الشعب».
هذه هى أمينة شفيق التى نعرفها، وذكرتنى بتلك القصة عندما كنت أزور الأهرام مؤخراً، وقلت لها: تاريخك يشرف الصحافة، فأنت دائماً كنت جوار حرية الصحافة والدفاع عن الصحفيين.
أمينة شفيق يسارية وعضو دائم فى حزب التجمع، ورغم ذلك أجادت دبلوماسية المعارضة الشرسة التى تنال احترام الجميع، واختارت خندق الاحترام، فلم تهادن ولم تتنازل ولم تحقق طوال تاريخها الطويل أية مزايا مادية، وظلت المناضلة الشريفة.
وسعدت سعادة بالغة وأنا أقرأ حوارها أمس السبت فى الأهرام، وأشيد بمحاورتها الزميلة هاجر صلاح، وإن كنت أعتب على رئيس التحرير الأستاذ علاء ثابت أنه لم ينشر صورة فى الحوار لهاجر مع أمينة شفيق، لأنه بالفعل عمل صحفى محترم.
أمينة شفيق طافت بنا فوق أجنحة المتعة الشاقة لرحلة امتدت 60 عاماً هى مشوارها فى بلاط صاحبة الجلالة، فى سنوات وقعت فيها أحداث جسام فى مصر والمنطقة والعالم، لم يحدث مثلها على مدى قرون طويلة.
فعلاً أستاذة أمينة، كنت محظوظة فى بداية حياتك، وأنت تصاحبين جيلاً من سيدات مصر الرائعات صفية المهندس وتماضر توفيق فى الإذاعة وأمينة السعيد فى مجلة المصور ود. سهير القلماوى أول سيدة مصرية تحصل على الدكتوراه وزهيرة عابدين ومفيدة عبد الرحمن.
وكنت محظوظة أيضاً حين ساعدك زوجك الفنان عبد المنعم القصاص فى مقابلة هيكل للعمل فى الأهرام، فأرسلك إلى الأستاذ صلاح هلال، وهو شيخ صحافة الرأى والمقالات، وكان لى - أيضاً - شرف العمل معه فترة طويلة عند نشأة جريدة العالم اليوم.
فعلاً، كما تقول الأستاذة «يا أرض اتهدى ما عليكى قدي»، عندما ارتدت أجمل فساتينها وذهبت إلى هيكل الذى طلبها لتهنئتها بالفوز بعضوية نقابة الصحفيين سنة 1971، فقال لها «عايز أقولك حاجة يا أستاذة، فى النقابة أنتى زعيمة، وهنا فى الجورنال أنت محررة.. فهماني».
إنه درس لا يقدر بثمن أعطاه هيكل لأمينة شفيق، ولم تنسه يوماً، وكان كلمة السر لتنجح فى حياتها الصحفية والنقابية، «الفصل بين الصحافة والنقابة.
أما الدرس الذى تقدمه الأستاذة فهو: «الكتابة نوعان، الأول يكتب لفوق، والثانى يكتب لتحت».. وندعو الله أن يجعلنا وزملاءنا من أصحاب الثانية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة