السبت، 07 مارس 2020 - 06:20 م

البيان الصادر عن وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماعهم الأخير فى الجامعة العربية، والذى ينص على رفضهم التام للمساس بالحقوق التاريخية لمصر والسودان فى مياه النيل، أو الإضرار بمصالحهما فى الشريان المائى للنهر،..، هو تأكيد للحقوق المشروعة لدولتى وادى النيل يتوافق تماما مع القانون الدولى المنظم لحقوق الدول المتشاركة فى الأنهار العابرة لها أو المارة بها من المنبع وحتى المصب. وما ورد فى البيان من التشديد على أن الأمن المائى لمصر والسودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى، هو ترجمة حقيقية لواقع الحال، وتعبير صحيح عما هو قائم وراسخ فى وجدان الأمة العربية، منذ نشأتها وحتى اليوم فى دعمهم لبعضهم البعض.
أما التأكيد الذى تضمنه البيان من تضامن وزراء الخارجية العرب والدول العربية الأعضاء بالجامعة، مع الدولتين «مصر والسودان» فى مواجهة المخاطر والتأثيرات، والتهديدات المحتملة لملء وتشغيل سد النهضة، دون التوصل لاتفاق عادل ومتوازن مع أثيوبيا حول قواعد ملء وتشغيل السد فهو تأكيد يأتى فى توقيته الصحيح والمناسب.
وهو في ذات الوقت تأكيد للموقف المتوقع والمنتظر من الأخوة العرب فى مثل هذه الظروف. ليس هذا فقط.. بل أزيد على ذلك بالقول بأن هذا الموقف، كان ولايزال هو الموقف الوحيد الواجب اتخاذه من الأخوة العرب تجاه مصر والسودان، فى مواجهة التأثيرات السلبية،...، التى يمكن أن تلحق بهما نتيجة نقص المياه المتوقع والمحتمل، فى حالة قيام الجانب الأثيوبى بملء وتشغيل خزان السد دون التوصل إلى اتفاق نهائى عادل يراعى مصالح الدول الثلاث، ويحفظ حقوق مصر والسودان التاريخية والمشروعة فى مياه النيل.من أجل ذلك كله وبسببه، يصبح موقف الدولة السودانية الشقيقة، فى تحفظها على البيان، موقفاً مثيراً لبالغ الاندهاش والعجب،..، بل ويصعب فهمه أو تفسيره.