بيني جانتس وبنيامين نتنياهو
بيني جانتس وبنيامين نتنياهو


محاولات «جانتس» الحثيثة لقلب الطاولة على «نتنياهو».. وعراقيل في الطريق

أحمد نزيه

الإثنين، 09 مارس 2020 - 08:26 م

بعد أسبوعٍ بالتمام والكمال على إجراء الانتخابات التشريعية للكنيست الإسرائيلي، الذي يحمل الرقم 23، فرغ الساسة المنتخبون نحو معركةٍ جديدةٍ تتمثل في رحلة تشكيل الحكومة الجديدة، في ظل عدم حصول أي حزبٍ أو تكتلٍ على الأغلبية المطلقة.

وأجرت إسرائيل يوم الاثنين الماضي 2 مارس ثالث انتخاباتٍ تشريعيةٍ للكنيست في غضون عامٍ واحدٍ، بعد استحقاقين سابقين في أبريل وسبتمبر من العام الماضي.

ومثل سابقتيها لم تحمل الانتخابات التشريعية التي جرت الأسبوع الماضي نتائج تؤشر على انتصار أي حزبٍ أو تكتلٍ سياسيٍ بالأغلبية المطلقة (نسبة الـ"50%+1")، والتي تخول له تشكيل الحكومة الجديدة دون عناء.

لا أغلبية مطلقة

وحملت النتائج هذه المرة تحقيق حزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو الأكثرية داخل الكنيست بحصوله على 36 مقعدًا من أصل 120 مقعدًا داخل الكنيست، متقدمًا على خصمه الرئيسي حزب "أزرق أبيض" الوسطي بزعامة الجنرال بيني جانتس، الذي حاز 33 مقعدًا.

وحصل المعسكر اليميني بزعامة نتنياهو مجتمعًا على 58 مقعدًا، متخلفًا بفارق ثلاثة مقاعد فقط عن 61 مقعدًا مطلوبة كي يتمكن اليمين من تأليف الحكومة بصورةٍ منفردة.

وفي الجهة المقابلة، بلغ عدد مقاعد المعسكر اليسار والوسط إضافةً إلى القائمة العربية المشتركة 55 مقعدًا. وبقي حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف بزعامة أفيجدرو ليبرمان غير منضوٍ لأيٍ من المعسكرين في المشهد الانتخابي.

ومرة أخرى سيلعب أفيجدرو ليبرمان دور "صانع الملوك"، حيث ستمكنه المقاعد السبعة التي حصل عليها حزبه من ترجيح كفة أيٍ من المعسكرين حال انضم لأيٍ منهما.

لكن الأمور لا يمكن أن تسير بهذه السهولة، فهي تحتاج إلى سيلٍ من المباحثات لعلها تفضي إلى تشكيل ائتلافٍ يحظى بثقة 61 نائبًا بالكنيست على أقل تقدير.

بيني جانتس، الذي تعرض أنصاره لصدمةٍ في الانتخابات الحالية، بعدما كان حزبه يتمتع بأكثرية طفيفة في انتخابات سبتمبر الماضي، رفض التسليم للهزيمة، وبدأ يعد خطته لقلب الطاولة على نتنياهو.

من المؤكد، أن تؤول عملية تشكيل الحكومة الإسرائيلية في البداية لنتنياهو، الذي فاز حزبه بالانتخابات، والذي سيمنح مهلةً كي يتمكن من الحصول على دعم 61 عضوًا بالكنيست كي يستمر في رئاسة الحكومة.

خطة جاتنتس

جانتس بات يخطط لمرحلة ما بعد الفشل المحتمل لنتنياهو في تأليف الحكومة، محاولًا الوصول لائتلافٍ حاكمٍ يطيح بنتنياهو من سدة الحكم في إسرائيل.

جانتس تحدث اليوم الاثنين عن أنه توصل إلى تفاهمات مع رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" ليبرمان، بشأن المبادئ الأساسية لتشكيل حكومة مستقبلية، ومواصلة التعاون بهذا الصدد لمنع جر إسرائيل إلى انتخابات عامة رابعة، ووصف اللقاء بـ"الجيد".

وقال زعيم أزرق أبيض، "لقد انتهينا للتو من عقد اجتماع جيد حيث تحدثنا عن المبادئ الأساسية واتفقنا على التعاون لتشكيل حكومة لإخراج إسرائيل من الوحل ومنع إجراء انتخابات رابعة".

أزمة تواجه المخطط

لكن خطة جانتس لتشكيل حكومة أقلية لديها الغالبية لا تحظَ بالقبول العام داخل حزبه، فهناك أزمة تعصف داخل أروقة"أزرق أبيض" يقودها كل من النائبين يوعز هندل وتسفي هاوزر، اللذين يرفضان دعم جانتس في تشكيل حكومة ضيقة تستند إلى دعم ليبرمان، إضافة إلى دعم القائمة العربية المشتركة فقط.

ويريد النائبات تشكيل حكومة وحدة وطنية تسع أيضًا حزب الليكود بزعامة نتنياهو وأحزاب يمينية أخرى حققت مقاعد داخل الكنيست.

معضلة أخرى

وتبقى المعضلة الأخرى التي تواجه جانتس في مسعاه، هو إقناع القائمة العربية المشتركة وحزب إسرائيل بيتنا ببعضهما البعض، فكلٌ منهما يرفض الانخراط في ائتلافٍ يتواجد فيه الآخر.

ويخطط جانتس للحصول على دعم القائمة العربية المشتركة من دون أن تسهم في تشكيل الحكومة، وهي خطوةٌ ربما يصعب حدوثها.

وفي هذا الصدد، يقول أيمن إبراهيم، باحث فلسطيني خبير في الشئون الإسرائيلية، "العرب لن يعطوا جانتس أصواتهم بالمجان دون أن يشاركوا في الحكومة، وهناك ثمنٌ لذلك بأن يكون هناك مشروعٌ سياسيٌ مع الفلسطينيين وأن يكون هناك إصلاحات للفلسطينيين من الداخل".

واستطرد قائلًا، في تصريحاتٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"،  "أعتقد لو ليبرمان تحالف مع بيني جانتس فهذه الشروط غير واردة"، وذلك حسب رأيه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة