السبت، 14 مارس 2020 - 07:06 م

الاضطرابات المناخية ثقيلة الوطأة وغير المعهودة التى تعرضت لها البلاد مؤخرا، كانت كاشفة عن حقيقة مؤكدة وثابتة، تستوجب أن تكون دائما راسخة فى قلوبنا وواضحة نصب أعيننا، وألا نسمح بأن تغيب عنا على الإطلاق، نظرا لما لها من معنى ودلالة عظيمين، وما ينجم عنها من آثار ونتائج كبيرين.
تلك الحقيقة تقول، إن للشعوب الأصيلة والمجتمعات الحية قدرة غير محدودة على المواجهة القوية والتصدى الصلب، للتحديات الثقيلة والأزمات الجسيمة التى يمكن أن تتعرض لها أو تلم بها، تحت أى ظرف من الظروف خلال مسيرتها الوطنية.
وهذه القدرة غير المحدودة دائما ما تكون غير ظاهرة على السطح، رغم أنها مكون أساسى من مكونات النسيج المجتمعى والإنسانى للمواطن والشعب المصرى بأكمله، وتعبير صحيح عن معدنه الأصيل وجذره وجوهره النقي،..، ولكنها عادة ما تكون كامنة فى وجدان الأمة وساكنة فى قلوب الشعب، تنتظر من لديه القدرة للنهوض بها وتحريكها وإشعال شرارتها.
وبالنظر فيما جرى وما وقع خلال الأزمة الطارئة الناجمة عن الاضطرابات الجوية، ندرك بأنها كانت أزمة كاشفة عن المعدن الأصيل للشعب، وقدرته على المواجهة القوية للأزمة والتعامل معها بوعى وترابط وتعاون شامل بين المواطنين وجميع المسئولين بالدولة وكل مؤسساتها.
والسر الكامن وراء انطلاق المقدرة الشعبية على المواجهة القوية والتصدى المنظم للأزمة، يكمن فى عاملين أساسيين،...، أولهما المصارحة والمصداقية الكاملة، من جانب كل المسئولين بالدولة، بداية بالأرصاد وصولا للحكومة والوزراء، بشأن ما هو متوقع وما هو منتظر، وما يجب أن يتم القيام به لمواجهته.
وثانيهما.. رصيد الثقة المتبادلة والمتراكمة بين المواطنين، وقائد السفينة طوال السنوات الماضية وطوال المواقف والأزمات التى طرأت خلالها.
"أى أن السر هو.. المصارحة والمصداقية والثقة".