معتز الإمام
معتز الإمام


بينى وبينك

التاكسي

معتز الإمام

الخميس، 16 أبريل 2020 - 05:54 م

غالباً ما أقضى أوقاتا يوميا فى «التاكسي» أثناء الذهاب والعودة من العمل ومن ضمن قواعدى تجنب فتح أى حديث مع السائق توفيراً للطاقة والمجهود، لكن لا أنكر فضولى فى سماع قصصهم، أو أخبارهم المبنية -فى معظم الأوقات- على الشائعات، كما أننى، أفضل الإنصات على الحديث، ودائماً تنحصر اجابتى بين نعم أو لا، ذلك ان وجدت من الأساس، ويبدو أنها استفزت أحد هؤلاء السائقين، ليقرر مباغتتى بسؤال:
تفتكر هنبوس بعض تانى يا أستاذ؟ فرددت متعجباً : نعم!! فى محاولة لمنح نفسى وقتا أطول للتفكير فى هذا السؤال «الحلزوني» او لربما يقوم بتعديله، وهو ما حدث بالفعل، فاستطرد:» اقصد تفتكر الأزمة هتعدى وهيلاقوا دوا وهنرجع نسلم ونبوس بعض تانى؟» فجاوبته : إن شاء الله، «وتفتكر يا باشا هيدونا الدوا ولا مش هيرضوا؟» وكأن يقين الرجل يحدثه بأن الدواء أو المصل سيتم اكتشافه على يد الغير، وهو ما يشعر به اغلبنا ليس تقليلاً من قدراتنا وانما النتائج العلمية لا تأتى صدفة، فهى ثمرة سنوات من العمل وإنفاق المليارات، وهو ما دفعنى للتفكير فى مصيرنا اذا كُنا -لا قدر الله- قد ابتلينا بهذا الوباء دون غيرنا، والسؤال الذى يلح على رأسى منذ يومها.. هل سننتظر العالم ليحل لنا مشاكلنا، وهل لايزال لدينا شك فى أن المجتمعات والأمم تنجوا وتتقدم وتزدهر بالعلم، هل الميزانيات المخصصة للبحث العلمى والتعليم فى مصر كافية، هل العلم من ضمن أولوياتنا يا أمة «اقرأ» ؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة