جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

فلنحتفل بالحياة بعد أن ننتصر لها

جلال عارف

السبت، 18 أبريل 2020 - 07:18 م

ارتفعت أرقام الإصابات والوفيات بوباء «كورونا» عندنا، لكنها مازالت - والحمد لله - فى حدود المتوقع ولم تخرج عن حدود الأمان. هدفنا الذى ينبغى أن نحشد كل جهودنا لتحقيقه هو أن نحافظ على هذه الدرجة من الثبات أو حتى التقدم البسيط حتى تمر الموجة العاتية لانتشار «كورونا» وتبدأ مرحلة الانحسار.
حتى الآن لدى أجهزتنا الطبية القدرة على التعامل مع الموقف.. وعالمنا الكبير الدكتور عوض تاج الدين طمأننا على كفاءة الاستعدادات لحربنا الصعبة ضد الوباء. لكن ذلك كله لايكتمل إلا بسلوك يلتزم بالتعليمات ويدرك أن خطأ واحدا يمكن أن يكلفنا جميعا الكثير.
لتفادى هذا الخطأ الذى نرجو ألا نراه مطلقا كانت التعليمات الخاصة بشم النسيم. لا أحد يريد أن يحرم الناس البهجة لكن الحفاظ على الحياة أهم. فلنجعل من هذا اليوم يوما لمقاومة الوباء والانتصار عليه. وليكن قرارنا هو أن نمتنع عن التجمعات وأن نؤجل احتفالنا بالربيع حتى نعبر هذه الظروف الاستثنائية. سينتظرنا الربيع وسيكون احتفالنا به احتفالا بانتصار الحياة.
أقول ذلك وأنا الذى يعتبر شم النسيم هو أجمل الأعياد المصرية، وأنا الذى كان شم النسيم بالنسبة له أكبر من مجرد يوم للنزهة. كان موسما طويلا للبهجة ودعوة للحياة واحتفاء بالوطن. فى مدينتى الجميلة «بورسعيد» كان شم النسيم على الدوام احتفالا بكل ما هو جميل فى الحياة.
كان احتفالا بالانتصار على «اللمبى» وكل لمبى آخر، كما كان احتفاء بحياة تتجدد وإنسانية تنتصر للخير وتحرق مع «اللمبى» كل شرور الدنيا.
نحن الآن وسط المعركة. أفضل احتفال لنا بشم النسيم أن نلتزم بالتعليمات لنهزم الوباء، ونعود بعدها لنغنى للربيع وللحياة.
سلمت مصر من كل شر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة