دونالد ترامب وكيم جونج أون
دونالد ترامب وكيم جونج أون


أمريكا وكوريا الشمالية.. عامان على قمة الـ«سلامات» دون اتفاق سلام

أحمد نزيه

الجمعة، 12 يونيو 2020 - 11:06 م

قبل عامين من الآن، ظنّ الكثيرون في مختلف بقاع الأرض أن الصداع المزمن من الصراع بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في طريقه للزوال، عبر مسكنٍ للآلام وُجد في سنغافورة، حيث عقد الزعيمان الأمريكي والكوري الشمالي قمةً تاريخيةً للسلام، كان حجم الآمال والتطلعات حولها كبيرًا أن تكون بوابة استئصال ورم الصراع بين واشنطن وبيونج يانج.

وبقدر الآمال تأتي الصدمات، فلم يجد السلام لنفسه مكان في شبه الجزيرة الكورية، ولم يؤذن بعد للمحيط الهادي أن يظل ساكنًا لا يعكر صفو مياهه أصوات الصواريخ والمقذوفات التي تطلق في أجوائه بفعل التجارب العسكرية، التي تحمل رسائل التهديد والوعيد.

قمةٌ جمعت دونالد ترامب وكيم جونج أون في سنغافورة  في الثاني عشر من يونيو عام 2018 كان الاتفاق خلالها على العمل سويًا على نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية.

انتكاسة بعد قمة سنغافورة

وكانت الأمور تسير على ما يرام وفق تصريحات مسؤولي البلدين، وتصريحات ترامب نفسه خلال قمة الأمم المتحدة التي عُقدت في شهر سبتمبر من ذلك العام، لكن القمة الثانية التي جمعت ترامب بكيم في أواخر فبراير عام 2019 في فيتنام ضربت أول مسمار في نعش السلام المنتظر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

واختلف الجانبان حول رغبة كيم في رفع العقوبات المنزلة على بلاده، وهو ما رفضه ترامب، ليُنهي الطرفان القمة قبل أوانها، وسط أحاديث عن انتكاسة للسلام في أعقاب انهيار قمة ترامب الثانية مع كيم. 

ومن بعدها باتت آفاق السلام في شبه الجزيرة الكورية تتساقط كتساقط أحجار الدومينو المتراصة تباعًا، لتدور عجلتها 360 درجةً، وتعود إلى نقطة الصفر من جديد، حيث تستوطن الصراعات والنزاعات بين الجانبين.

اليأس محل الأمل

وبمناسبة الذكرى الثانية لقمة ترامب مع كيم، قال وزير الخارجية الكوري الشمالي ري سون كون، اليوم الجمعة 12 يونيو، إن الهدف الإستراتيجي لبلاده هو تعزيز القدرات لمواجهة التهديدات العسكرية الأمريكية على المدى الطويل.

وأضاف الوزير الكوري الشمالي، في بيانٍ نقلته وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية، أن "الأمل في تحسين العلاقات الثنائية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة قبل سنتين تحول إلى يأس حاليًا، كما اختفت النظرة التفاؤلية بشأن تحقيق السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية وسط كابوس".

وتابع قائلًا، "لم تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين فيه (بعد قمة سنغافورة) تحسنًا حتى على مستوى الحفاظ على الروابط الشخصية بين الزعيم كيم والرئيس ترامب".

ومضى ري سون كون يقول إن "كوريا الشمالية لن تقدم بدون أي مقابل أبدًا للولايات المتحدة حزمة أخرى قد يستخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتفاخر بإنجازاته".

وبدا أن الطرفين قد وصلا إلى طريقٍ مسدودٍ، دون أي طائلٍ، لتذهب قمة سنغافورة سدًى كأن لم تكن، وكأن لم تغنَ بالأمس القريب، مثلما كان يُرجى منها لإحلال السلام محل الصراع، فعاد النزاع مرةً أخرى إلى الواجهة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة