كليوباترا
كليوباترا


كليوباترا.. اقتحمت قلب قيصر بسجادة واصطادت أنطونيو فى تركيا!

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 15 يونيو 2020 - 06:38 ص

بالتأكيد لم يكن قيصر يتوقع أن تلعب سجادة دورا مؤثرا فى حياته! لكن كليوباترا السابعة كانت فنانة حقيقية، تعرف كيف تغزو قلوب الكبار.

اخترقت الحصار الذى فرضه أخوها على الإسكندرية بمعاونة تابع مخلص لها، تجاوز نقاط الحراسة المنيعة حاملا سجادة فخمة، ليقدمها هدية للحاكم الروماني، الذى فوجئ بكليوباترا تخرج منها بكامل زينتها.. وجاذبيتها.

بعد هذا اللقاء قام قيصر بالوساطة بين كليوباترا وأخيها بطليموس الثالث عشر، لكن المحيطين بالأخير خططوا لاغتيال القيصر فبدأ هجمة مرتدة.

لم يذكر وول ديورانت فى كتابه» قصة الحضارة» مصدر معلومات الحاكم الروماني، لكن ليس مُستبعدا أن تكون الملكة هى من روّجت لها، رغم أنها بقيت بعيدة عن الصراع الدائر، الذى انتهى بانتصار الرومان ومصرع الحاكم البطلمى غرقا.

رحلة غسيل المخ!

انفردت كليوباترا بالحكم، ولإضفاء الشرعية على حكمها تزوجت بأخ آخر حمل الرقم 14 فى سلالة البطالمة! لتبدأ بعدها رحلة شهر عسل غريبة، كان بطلها قيصر نفسه، فقد سافرت معه إلى الجنوب وحملت منه! لم تكن الرحلة غرامية فقط، بل كانت فى رأيى جزءا من خطة الملكة الطموح، التى تهدف لتنفيذ مخطط توسعى غير مسبوق، يهدف للجمع بين حكم مصر والإمبراطورية الرومانية، ويبدو أنها استغلت الرحلة فى إجراء عملية غسيل مخ لقيصر، خرج بعدها مقتنعا بتغيير أسلوب الحكم فى روما من الجمهورى إلى الملكي.

غادر الرجل الإسكندرية ليخوض معارك عديدة، وأنجبت كليوباترا قيصر الصغير، وأطلق عليه أهل الإسكندرية اسم قيصرون، ساخرين من الوضع كله، ويرى المؤرخون أن مشكلة كليوباترا الحقيقية تمثلت فى عروقها التى تسرى فيها دماء البطالمة الداعرين!

عاد قيصر إلى روما بعد أن أنهى حروبه، وزارته كليوباترا وزوجها والرضيع قيصرون، ويذكر د.ممدوح الدماطى وزير الآثار السابق فى كتابه «ملكات مصر»، أن قيصر أقام لها فى معبد الإلهة فينوس تمثالا من الذهب الخالص، مما فتح أبواب الانتقادات والمؤامرات ضده، خاصة مع سريان شائعات بأنه يريد تتويج نفسه ملكا، والزواج بكليوباترا ونقل مقر الحكم إلى الإسكندرية، وكان مقتله نهاية هذا الفصل من القصة.

رجعت الملكة لمصر، ودبّرت لقتل زوجها كى تفتح الباب أمام ابنها قيصرون ليشاركها الحكم وعمره ثلاث سنوات! وانشغلت الإمبراطورية الرومانية بحرب أهلية، وبدأ بزوغ نجم مارك أنطونيو.

فينوس تأسر المحارب !

خلال فترة استراحة بين المعارك قضاها فى مدينة تقع حاليا بتركيا، استدعى أنطونيو كليوباترا، ليلومها على موقفها الغامض من معسكره خلال الحرب الأهلية، ووجدتها فرصة لا تُعوض فأكملت اللُعبة بأسلوبها، وذات صباح دخلت سفينتها الفخمة نهرا تُطل عليه المدينة، ترتدى زى فينوس وحولها وصيفاتها بملابس شفافة كحوريات البحر، وسارع أنطونيو لزيارتها على متن السفينة، ويُقال إن المباحثات الرقيقة انتهت بمنحها أجزاء لا يستهان بها من بلدان أخرى! وعادت إلى الإسكندرية وقد حققت جانبا من حلمها، وسرعان مالحق بها ليقضى الشتاء بأكمله معها، ثم اتجه إلى بلاده لاستكمال معاركه، وتزوج شقيقة غريمه أوكتافيان وعاش فترة سلام مؤقتة معه، غير أن حنينه أعاده للإسكندرية وطلق زوجته وتزوج بكليوباترا. لتبدأ المعارك التى انتهت بانتحاره ومصرع كليوباترا انتحارا أو قتلا، ثم قُتل قيصرون لمنعه من المطالبة مستقبلا بعرش روما.

رحلت الملكة الشابة وعمرها تسعة وثلاثون عاما، لكنها تركت تفاصيل تصلح لملء مجلدات، فضلا عن مساحات من الغموض تفتح أبواب الخيال على مصراعيها.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة