ماركو عادل
ماركو عادل


كل يوم

صوفيا.. المصرية

ماركو عادل

الإثنين، 13 يوليه 2020 - 08:48 م

استيقظ العالم صباح يوم الجمعة الماضى على قرار مفاجئ صدر من القضاء التركى بتحويل متحف "آيا صوفيا" الشهير فى إسطنبول إلى مسجد بعدما ظل 916 سنة ككنيسة ثم تحول لمسجد ومنه لمتحف ليبقى كذلك منذ عام 1935 وحتى الآن، وجاء القرار بالتأكيد بمباركة من الرئيس التركى أردوغان الذى يبدو أن حلم الخلافة العثمانية مازال يراوده ويحلم به كما يحلم بضم ليبيا وسوريا والعراق لممتلكاته.
وللأسف.. ربما يرى البعض هذا القرار كنصر وفتح مبين للأمة الإسلامية التى يحاول أوردغان تنصيب نفسه عليها كخليفة ويداعب عقول الملايين بذات الحلم الذى دعت إليه جماعة الإخوان الإرهابية من قبل، ولكن فى ذات الوقت يسمح - الرئيس التركى - بتجارة البغاء ويقنن بيوت الدعارة بل تعتمد عليها تركيا كدخل قومي.. ولكن ما قد يجهله هؤلاء الذين باركوا قرار الرئيس التركي، أن ذلك الإجراء جاء فى هذا التوقيت خاصة؛ ردا على الموقف المصرى تجاه سياسة أردوغان العدائية والداعمة للإرهاب.. وبالطبع سيتساءل الجميع: ما دخل مصر فى قرار كهذا؟! ولكن الإجابة بكل بساطة أن "أيا صوفيا" ذلك الأثر الذى يميز مدينة إسطنبول يخص شخصية مصرية بل قديسة عظيمة فى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية ومازالت تحتفل بذكرى استشهادها فى الخامس من شهر توت حسب التقويم القبطى من كل عام؛ فهى القديسة "أجايا صوفيا" التى تم إنشاء كاتدرائية باسمها ومدفون جسدها بداخلها حتى تم تحويلها لمسجد ومنه لمتحف، وبالطبع ذلك السلطان الغبى حينما بارك هذا القرار كان يعلم أنه سيغضب المصريين بصفة خاصة ولهذا خرجت مطالبات من مصر عقب صدور قرار القضاء التركى بإعادة جسد القديسة لدفنها فى وطنها.
والقديسة صوفيا ولدت فى نهاية القرن الثانى الميلادى بمدينة البدرشين فى الجيزة وقت أن كان اسمها منف، وكانت فى بداية حياتها تعبد الأوثان ثم دخلت المسيحية فى عصر الإمبراطورية الرومانية الوثنية فأمر الوالى بقطع رأسها، وعقب ذلك قامت سيدة بالاحتفاظ بجسدها بعد لفه بلفائف ثمينة، وبعد ذلك بأعوام طويلة سمع الملك قسطنطين وأمه الملكة هيلانة بمعجزات القديسة فى مصر فأمر بنقل جسد صوفيا إلى مدينة القسطنطينية التى تحولت لأسطنبول وتم بناء كاتدرائية آيا صوفيا فى ذلك المكان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة