محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد


الخروج عن الصمت

إشعال بيروت

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 16 أغسطس 2020 - 07:07 م

محمد عبد الواحد

من المضحكات المبكيات أن يستعدى شعب المحتل كى يعود، وهذا دائما ما يحدث مع اليأس وعندما يكفر المجتمع بحكامه ويشعر أن كل الساسة على الأرض انشغلوا بأحوالهم ومصالحهم وتركوا الجميع فى مهب الريح.
انفجار بيروت فجر الازمة من جديد وفرض الواقع على أرض المستحيل.
إن الشعب يريد الحياة والعيش الآمن بعيدا كل البعد عن مأزق السياسة والحصص السياسية.
ليس عيبا أن تنتبه بعد حرب دار رحاها على مدار 15 عاما من سنه 1975 حتى 1990 أنك كنت يوما طرفا فى صراع ليس لك من ورائه ناقة ولاجمل.
فما فعله الاستعمار فى لبنان جنى ثماره شعبه وهى تلك التقسيمة الغريبة رئيس لبنان مسيحى مارونى، ورئيس الوزراء مسلم سنى ، ورئيس مجلس النواب مسلم شيعى ، قائد الجيش مسيحى مارونى،  وزير الداخلية مسلم سنى ، ووزيرالخارجية سني.
ويبقى توزيع المناصب حسب الحصص الطائفية وعلى أثرها كل طائفة تريد أن تستولى على عدد أكبر من المناصب القيادية التى تفرض سيطرتها وتزيد من شوكتها.. كل هذا واستثمار لبنان ينزف يوما بعد يوم إلى ان وصل إلى عجز فى الموازنة العامة وزيادة الدين وضياع سعر الليرة اللبنانيه وزاد السخط بعد أن أرادت الحكومة أن تعوض عجزها برفع الضرائب على خدمات الاتصالات.
ولأول مرة يتوحد الشعب ويخرج فى مظاهرات لا تعرف فيها أى لون من الألوان أو الانتماءات ناسيا هذه الدائرة المغلقة التى أنهكته وهى الطائفية وينادى بالخبز الآمن بعيدا عن الصراعات السياسية.
وبدلا من أن يستيقظ بيروت على وفاق سياسى وتشكيل حكومة مستقلة ترعى مصالح اللبنانيين وتنتشلهم من حالة الفقر إلى العيش الآمن يأتى انفجار مرفأ بيروت.. وهنا تعلو صيحات الحالمين بالعيش الهانىء أن تستدعى المستعمر ليؤمن له حياة بعيدة كل البعد عن كل الصراعات، هنا يلبى ماكرون النداء مرتميا فى أحضان أهلها فاتحا ذراعيه بتقديم يد العون إلى شعب كسرته إدارته السياسية.
رغم ما يحدث تجد اللبنانيين محبين للحياة مقبلين عليها اياديهم تمسح آثار الدمار وتحاول أن تنشر بذور الحب بدلا من الخراب، مستدعين أهل الخبرة لانقاذ بيروت وفضح الخصوم الذين وأدوا حلم الاصلاح باشعال بيروت.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة