عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

شهداء سيناء

عمرو الديب

الأربعاء، 26 أغسطس 2020 - 06:48 م

ما أحط الغادرين، وما أسفل طرقهم، وما أقبح أساليبهم، فهم يتسللون كالأفاعى، التى تزحف فى خسة كى تلدغ الفرسان النبلاء المرابطين على الثغور، والرابضين عند خطوط الأهوال، ويالنذالة هؤلاء الإرهابيين الجبناء الذين يقبعون فى الشقوق، ويسكنون الجحور كالثعابين الملتوية التى تنفث السموم، وتبث الأحقاد وتنثر الكراهية، وكأنها هواء ملوث يجب أن يتنفسه الجميع، وهم دائما ما يهربون من النزال وجها لوجه، كما تعود المقاتلون البواسل،  الذين يخوضون المعارك دفاعا عن الحق، وانتصارا للقيم العليا والمثل الفضلى، وزودا عن الأوطان، وفداء للأرض، كانوا أبطالاً من الشباب الغض، يؤدون واجبهم المقدس، على الخطوط المشتعلة، وفى صدر كل منهم أحلام عذبة تداعب كل من هم فى مثل أعمارهم الغضة، وربما اقتصر حلم بعضهم على أن ينال إجازة فى عيد الفطر يقضيها مع الأهل فى تلك البقعة الطيبة من صعيد مصر، أو فى هذه القرية الوادعة من دلتاها الخصبة، ولكن الأنذال السفلة اسكثروا على أبطال جيشنا المظفر دائما بإذن الله هذا الحلم البسيط ..أن «يعيدوا»، وسط ناسهم وبين أهلهم، فغدورا بهم فى دناءة يستبشعها كل ذى شعور، ويستهجنها جميع من يملك إدراكا وضميرا، ولم يدرك هؤلاء القتلة الخونة أنهم من دون أن يقصدوا عجلوا بارتقاء الأبطال إلى أسمى معارج المجد، فهاهم المحلقون فى سماء الشهادة، يلقون العيد فى الأعالى قبل أن يحل على الأرض، بل يستقبلون أعيادا لا تنقطع فرحتها أبدا، ولا تتوقف مسراتها لحظة، لقد ارتقوا إلى أفق الأعياد الدائمة الأبدية، والنعيم المذهل المقيم دوما، فرحين بما آتاهم رب الأكوان الذى يشهد ذلك الموقف العظيم، حين يجود الأبطال بمهجهم، ويهدون أرواحم لأجل قيمهم النبيلة ومثلهم الجليلة، ليستمتع شهداؤنا من أبطال الجيش و الشرطة بالمنن التى لا تعرفها دنيانا الفانية، ونحن نقدم إليهم التهنئة بالأعياد المتواصلة التى تستمر إلى الأبد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة