آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

الجزائر- فرنسا وملف الذاكرة!!

آمال المغربي

السبت، 29 أغسطس 2020 - 07:36 م

كل الشواهد تؤكد على أن العلاقات الجزائرية الفرنسية تمر بأسوأ مراحلها وأكثرها تعقيدا وان مايطلق عليه الجزائريون بملف «جرائم فرنسا فى الجزائر» او ماتطلق عليه فرنسا ملف «الذاكرة « والذى يتعلق بفترة الاحتلال الفرنسى للجزائر التى تمتد بين عامى 1830 و1962 لن يعرف طريقه إلى الحل قريباً، بعد أن أصبحت إحدى أوراق الضغط لدى جهات فى البلدين، فمع كل تقارب بين الجزائر وفرنسا يطل هذا الملف بما يحمله من ذكريات مريرة لدى الجزائريين عائقا امام تطور هذه العلاقات ويتزايد هذا الموقف صعوبة مع تصميم فرنسى بعدم الاعتراف بهذه الجرائم ورغبة جزائرية بانتزاع اعتراف مع التعويض عن كل الجرائم وعن كل الأموال والممتلكات التى سُرقت وهُرِّبت إلى فرنسا.
الأسبوع الماضى أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون بمناسبة «يوم المجاهد «، إن الاستعمار الفرنسى لبلاده ارتكب جرائم وحشية ترقى إلى مستوى «جرائم ضد الإنسانية» فضحت زيف شعار تمدين الشعب الفرنسي، الذى كان يتغنى به. وسنواصل استرجاع رفات جميع شهدائنا..تاكيد الرئيس تبون جاء فى ذكرى تأبين قدماء المحاربين الذين ضحوا وحاربوا وقتلوا على يد الفرنسيين خلال الثورة التحرير فى الفترة من بين 1954 و1962، وبالاخص هجمات شنها ثوار جزائريون، فى 20أغسطس 1955، ضد جيش الاستعمار الفرنسى شرق الجزائر، ورد الاستعمار الفرنسى بارتكاب جرائم شديدة بحق المدنيين.
وكانت الجزائر بعد جهد جهيد ومفاوضات بدأت عام 2016 استعادت جماجم 24 من قادة المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسى من باريس فى يوليو الماضي.
ومازالت فرنسا تحتفظ بالمئات من جمائم قادة المقاومة الشعبية الجزائريية فى متحف يطلق عليه «الإنسان» بالعاصمة باريس قتلتهم فرنسا اثناء احتلالها للجزائر وفصلت رؤوسهم عن أجسامهم الطاهرة نكاية فى الثوار، ثم ارسلتها إلى باريس حتى لا تكون قبورهم رمزا للمقاومة» ويعتبروا ضمن ملايين الشهداء الذين قتلوا على يد الفرنسيين فى الجزائر ثمنا للاستقلال.. سيظل ماتطلق عليه فرنسا بملف الذاكرة او فترة استعمارها للجزائر حقل ألغام يقف عقبة امام تطور العلاقات الجزائرية الفرنسية لان فرنسا لا ترفض الاعتراف بجرائم استعمارها للجزائر فقط بل مازالت تتعنت فى قضايا اخرى بين البلدين تتعلق بنفس الفترة منها قضية اعادة الأرشيف الجزائرى والذى نقلته من الجزائر إلى فرنسا اثناء فترة الاستعمار ويضم مئات الآلاف من الوثائق تتناول تلك الحقبة الاستعمارية.. وتماطل فى تسليمه للجزائر... بالإضافة إلى، قضية التجارب النووية التى أجرتها فرنسا فى الصحراء الجزائرية ما بين عامى 1960 و1966 حيث أجرى الجيش الفرنسى سبعة عشر اختبارًا نووى واخيرا ملف الألغام التى زرعها الجيش الفرنسى على طول الحدود الجزائرية التونسية وفى الحدود مع المغرب.
الصبر الجزائرى على المماطلة الفرنسية فى هذه القضايا جعلت الجزائر فى سابقة الأولى من نوعها، تقدم فى ابريل الماضى تقريرا رسميا للأمم المتحدة يدين جرائم الاستعمار الفرنسى تضمن أعداد ضحايا الألغام التى التى زرعتها فرنسا فى الأراضى الجزائرية عقب اندلاع ثورة التحرير التى بلغت نحو 9 ملايين لغم وحصدت أرواح نحو 7300 جزائرى منذ استقلال البلاد 1962 ويعطل استخدام نحو 1160 كيلومترا من الأراضى الجزائرية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة