حسن سليم
حسن سليم


ميادين الروح

توابع الخسارة

حسن سليم

الأحد، 30 أغسطس 2020 - 06:46 م

تحويل الخسارة إلى مكسب إنجاز يحققه المكافحون الذين نضجوا بفعل التحديات والدروس القاسية والوجع والخوف، وهى آلام تفوق بأى حال أثر أى خسارة وإن كانت من توابعها، فقضاء الرحلة قلقا حتما سيمنعك من الاستمتاع بها، كذلك الخوف الذى يتوطن بداخلك مع الخسارة ويجبرك على الانكماش فينتشر به ويملؤه بعدما أرهقت الخسارة قلبك وجعلته هشا.

تحاول الإقدام على خطوة جديدة ربما تنجح أو تفشل وهذه سنة الحياة التى تتقبلها دون غضاضة ولا تؤذيك، لكن تؤذيك تلك الفترة التى عشتها خائفا مترقبا.

تقف حائرا، إذا خطوت للأمام فقد تخسر الكثير وإذا تراجعت تخسر الكثير والثبات لا يضمن لك إلا مزيدا من الحيرة والخوف، فتلجأ إلى هدنة مع النفس وتتجاهل ما أنت عليه لتضمن لنفسك لو جزءا بسيطا من الراحة الزائفة.

تحجز تلك المشاعر، المخاوف، والأمانى فى زاوية ما فى رأسك تحاول أن تضع لها حاجزًا خرسانيًا يحول بينها وبينك، لكنه يرضخ تحت الضغط ويصبح مطاطيًا، ويسمح لنفسه أن يحتل مساحة أكبر من عقلك الذى يتصدع كعامل تعرية طبيعى من احتدام الصراع بداخله.. فتقف.

تعود مرة أخرى فى محاولة ترتيب أوراقك، أزماتك، مشاعرك غير المكتملة، وآمالك المتوقفة، ترمى بهم جملة بزاوية أخرى ليصبح لديك زاويتان محجوزتان للأمر نفسه، يسمح لك بالعودة مؤقتًا لممارسة حياتك الطبيعية ولو بعقل منقوص إلى أن تصبح الخرسانة مطاطية مجددًا وتحتل الزاوية مساحة أكبر ويتكرر الأمر.

فى النهاية تحقق المكسب، فقد تنجح فترة التأجيل فى تأهيلك بشكل كافٍ بعدما أدركت أن التأجيل مهما طال لن يدوم وأنه يزيد من مخاوفك وأن توابع الخسارة حتمية طبيعية مهما كانت قاسية، وأنها لا تمحى إلا بنصر تقودك إليه خسارة سابقة.

وبطبيعة الأمور تسلمك الأزمة لغيرها وتخوض أمرًا جديدًا تكون فيه أسرع وأكثر إقداما للمواجهة حتى تصل لمرحلة تعيد فيها ترتيب أولوياتك وتحدد ما يمكن تجاهله وحذفه من قائمتك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة