مصطفى يونس
مصطفى يونس


بالبلدي

الكيان

مصطفي يونس

الأحد، 30 أغسطس 2020 - 07:12 م

وآفة زماننا الأنانية، بل تراها فى جميع الأزمنة، وفى جميع الأماكن التى انصفت الفاشلين، ليتصدروا المشهد، فلا ترى كيانا يهدم إلا بسبب أنانية أحدهم، بل بسبب أنانيته المفرطة دون النظر لمصلحة الكيان الذى ينتمى إليه، فإن رأيت مشروعا ناجحا فاعلم أن الجميع وعلى رأسهم المدير يعملون بروح الفريق، لأنهم ببساطة يحبون الكيان، فانتزع منهم حب الذات، وعدم تصدير الصورة لمالك المشروع بأننى أنا من صنعت النجاح دون باقى الفريق.. إذا رأيت نظاما والتزاما يسرى على الجميع، فاعلم بأنه الكيان.. إذا رأيت القائد يتحدث عن فريقه أكثر من نفسه، فاعلم بأنه الكيان.. إذا رأيت الوئام والتصالح أكثر من التباعد والتنافر،فاعلم بأنه الكيان.. إذا رأيتهم يعملون جميعا دون النظر للمسمى الوظيفى، فاعلم بأنه الكيان.. الكيان، هو المنزل الذى يقوده رب البيت ويخاف عليه كل من يقيم بداخله.. الكيان هو العمل المؤسسى الذى يسعى الجميع لتقديم أفضل ما لديهم، دون بخس جهدهم.. فالوطن والدولة والمجتمع والجذور، والبيت، والعائلة كيانات أيضًا.. فعندما ندافع عن العمل ندافع عن الكيان، وعندما نكتب عن قضايا الصعيد مثلا فنحن نكتب عن كيان.. وعندما نخترق مشاكل وهموم أهالى إمبابة فنحن لا نتحدث عن أشخاص ولكنه الكيان.. وقد يظن البعض أن مجالسة خصومهم خطأ، لكن الجلوس للحفاظ على الكيان.. وعندما يشن أحدهم حملة تشويه، معتقدا أنه يشوه أشخاصا، فهذا ليس إلا قصورا فى فكره فالتشوه هنا لا يضرب إلا الكيان الأكبر، وأزمتنا أن تفاصيل الصورة الصغيرة لا تزال تشغلنا أكثر من اللازم، دون النظر للكيان، الكيان ذاته.
حتى فى عالم السياسة، يتحدث الجاهل لطبيعة الوضع الراهن عن شخصيات بعينها ظنا منه انها هى كل شئ، ويغفل أن الشخصيات تتبدل ويبقى الكيان.. فرئيس الجريدة سيغادر ولكن سيبقى الكيان.. ورئيس المباحث سيغادر وسيبقى الكيان، ومدير المستشفى سيغادر وسيبقى الكيان.. وهو الحال سيذهب البعض بأنانيتهم، أو تقصيرهم، أو جهلهم، أو انتهاء دروتهم وسيبقى الكيان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة