تقنية «الفار VAR»
تقنية «الفار VAR»


بعد أن طالتها الانتقادات| تقنية «الفار var» ظالمة أم مظلومة؟

د.محمد كمال

الأحد، 06 سبتمبر 2020 - 07:28 ص

كانت لعبة كرة القدم في حاجة ماسة منذ فترة طويلة لتقنية مثل تقنية الفيديو «الفار VAR» لتجنب الظلم الذي لحق بالكثير من الفرق واللاعبين في بطولات كثيرة، عالمية وقارية ومحلية، ورغم اعتماد هذه التقنية في غالبية البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم، إضافة الى أبرز البطولات الكبرى في مختلف القارات إلا أن البعض مازال غير راضيًا عن هذه التقنية بشكل كبير، كان الهدف من إدخال هذه التكنولوجيا القضاء على الجدال وانتقادات قرارات التحكيم، لكن على عكس المتوقع زاد المناقشة ليس فقط على القرارات، لكن كذلك على طريقة استخدام الخدمة المساعدة الجديدة.

مشاهد كروية غريبة في التاريخ الرياضي وربما بطولات ذهبت لمن لا يستحق بسبب أخطاء التحكيم التي يؤكد البعض أنها جزء من متعة كرة القدم، لكن بمرور الوقت أصبحت هذه المتعة نقمة بعد ضياع الحقوق وربما ضياع مجهود فريق بالكامل بسبب خطأ تحكيمي، أهداف غريبة عجيبة تم احتسابها وهي غير شرعية، لذا كان لابد من حل عصري وبديل يوفر هذه العدالة ويضمن إلى حد كبير أن تكون الأهداف شرعية.

ما هي الـ VAR؟ أو تقنية حكم الفيديو

بعد عدة سنوات من المطالبات باستخدام الفيديو في كرة القدم لمساعدة الحكم، قرر الاتحاد الدولي الاستجابة أخيراً وقام باستخدام تقنية حكم الفيديو المساعد في كأس القارات 2017، وتبع ذلك إدخال هذه التقنية في الدوري الإيطالي والدوري الألماني، واستخدمت تقنية الفار في إنجلترا لأول مرة في نوفمبر 2017، عندما استضاف منتخب الأسود الثلاثة نظيره الألماني في مباراةٍ ودية، وبعد ذلك تم استخدامها رسمياً في 8 يناير 2018 في المباراة التي جمعت برايتون بكريستال بالاس في كأس الاتحاد الإنجليزي.

الأهداف الملغية تفتح النار على تقنية «الفار var»

أثار هدف نادي وادي دجلة الملغي في مباراة الأهلي التي أقيمت يوم 4 سبتمبر من الشهر الجاري حالة من الجدل والغضب بين الأوساط الرياضية، فما بين مؤيد ومعارض لصحة الهدف من عدمه أصبحت تقنية «الفار var» في مرمى الاتهام بأن تطبيقها يفتقر للحيادية وربما تخضع بالأساس للأهواء أو الميول وفي بعض الأحيان للقناعات الشخصية للحكم، الجميع في مصر استبشر خيرًا بعد إعلان اللجنة الخماسية التي تدير اتحاد كرة القدم في مصر تطبيق هذه التقنية بداية من الدور الثاني للدوري العام للموسم الرياضي 2019/2020، لكن يبدو أن هذه التقنية أيضًا لم تعد تُرضي جميع الأطراف ولم تعد هي الفيصل في إنهاء حالات الجدل والخلاف حول بعض الحالات الكروية التي تستحق اللجوء إلى «الفار var»، خصوصًا مع عدم وضوح قانون  الفار بشكل واضح وصريح أو بمعنى أدق فإن تطبيقه حتى الآن يُختلف عليه تبعًا لوجهات النظر المختلفة. 

هدف غير صحيح

من جانبه قال أحمد الشناوي خبير التحكيم الدولي في تصريحاته، أن قرار جهاد جريشة حكم اللقاء سليم والهدف غير صحيح، مشيرًا إلى أن لاعب وادي دجلة رقم 4 كان متسللًا واعاق لاعب الأهلي الذي يريد أن يلعب الكرة، وكان هناك تداخل من لاعب دجلة المتسلل مع الخصم لكي يعوقه عن لعب الكرة، لافتًا أن هذه اللعبة يفهمها المتخصص أكثر لا يوجد مدرب أو لاعب يعرفها، والشخص الأكثر دراية بهذا الأمر هو الحكم أو المحاضر، مؤكدًا أن هذا قانون موجود في المادة 11 في التسلل.

لمشاهدة هدف وادي دجلة الملغي اضغط هنا

هدف صحيح

قال الحكم الدولي السابق ياسر عبدالرؤوف، إن هدف وادي دجلة الملغى يعتبر صحيحًا بنسبة 100% من الناحية القانونية، مشيرًا في تصريحاته أن هناك لاعب متسلل من مهاجمي دجلة خلال لقطة الهدف، وبالفعل تدخل اللاعب، ولكن تدخله لم يؤثر بأي شكل من الأشكال على اللعبة ولم يمنع دفاع الأهلي، لافتًا أن «حكم الفار في مباراة الأهلي ودجلة استند إلى أن تدخل لاعب دجلة المتسلل في لقطة الهدف كان له تأثير ولكن رأيي أن الهدف سليم.

حالات اللجوء إلى تقنية «الفار var»

1- يقصد بتقنية «الفار var» وجود حكم مساعد بالفيديو، في الواقع لا يكون حكماً واحداً بل يكون فريق مكون من 3 حكام يعملون معاً ويقدمون المشورة لحكم الساحة إذا احتاجها، وذلك بمتابعة الإعادة بالفيديو للحوادث التي تضع الحكم في حالة شك.

2- يتكون الفريق من حكم حالي أو سابق ويكون هو حكم الفيديو الرئيسي، ومساعد له ومشغل إعادات، ويتواجدون في غرفة عمليات الفيديو التي تتواجد بها مجموعة من الشاشات التي تعرض الحدث من عدة زوايا مختلفة.

3- هناك 4 أنواع من القرارات يمكن الاستعانة فيها بتقنية الفار هي، الأهداف والأحداث التي تؤدي لها، ركلات الجزاء، البطاقات الحمراء والتأكد من إعطاء اللاعب المقصود البطاقة الصفراء، وحتى يتم إلغاء قرار ما يجب أن يكون الخطأ فيه واضحاً.

4- تتم عملية مراجعة القرار بطريقتين، الأولى أن يطلب الحكم التأكد من قراره، والثانية أن يقوم فريق الفار بالتحدث مع الحكم عن طريق سماعات الأذن وتوصيته باتخاذ قرارٍ ما، إذا لاحظ حكم الفيديو وجود خطأ واضح لم يلحظه حكم الساحة.

5- هناك 3 خيارات للحكم عند استخدام هذه التقنية، الأولى أن يستمع لنصيحة فريق الفيديو ويلغي قراره أو يتخذ لإجراء اللازم للحادثة التي لم يلحظها، الثانية أن يذهب بنفسه لخط التماس ومشاهدة الإعادة للتحقق من الواقعة، والثالثة أن يتمسك بقراره ولا يستجيب لنصح الفار.

تقنية لمساعدة حكم المباراة

وكان إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا fifa» كان قد أعلن في تصريحات سابقة أن الهدف من تطبيق هذه التقنية هو دعم ومساعدة حكم المباراة في اتخاذ قراراته، وفي الوقت نفسه لا ينبغي أن نهمش دور الحكم ويصبح الفار هو من يتخذ القرار بالنيابة عن الحكم، وهذه هي الطريقة التي يطبق فيها الفار في جميع أنحاء العالم تقريبًا، مشيرًا إلى أن استخدام التقنية محاط بالجدل منذ تطبيقه، ويعتقد العديد من المتابعين للفار أن بإمكانه تجاوز وظيفته الأصلية، وهي رجوع الحكم إليه لمساعدته في اتخاذ القرار النهائي في الأخطاء التحكيمية الواضحة أثناء اللقاء.

تقنية الفار ظالمة أم مظلومة

بدأت معظم الدوريات المحترفة بتطبيق تقنية الفار، إضافة إلى تقنية «عين الصقر» التي تكشف دخول الكرة إلى المرمى من عدمها، ومع دخول التكنولوجيا كرة القدم، يعتقد البعض أننا فقدنا المتعة الحقيقية في هذه اللعبة بينما يعتقد البعض الأخر بأن هذه التقنية جيدة جداً وهي خطوة متأخرة ولكنها ضرورية، وما بين المؤيد والمعارض، تشهد كرة القدم في الفترة الأخيرة الكثير من التعديلات على قوانينها، لتتحول أكثر الى كرة قدم حديثة، وتقنية الفار بالتحديد بحاجة لتعديلات عليها من أجل التخفيف من إضاعة الوقت مع حسم القرارات بشكل سريع.

 شهدت هذه التقنية انتقادات كثيرة، فبعض القرارات لم يكن صائباً للحكام حتى بعد الاستعانة بها غير أن نسبة كبيرة من اللاعبين والمدربين تتمسك بهذه التقنية التي ساهمت إلى حد ما في تحقيق العدالة والمساواة بين الأندية، ويبقى هنا الجدل الدائر بين من يحتسب اللعبة التي يدور حولها الجدل هل حكم الفار الجالس في الاستديو لمشاهدة اللعبة أم حكم المباراة الموجود على أرضية الملعب؟، ورغم أن هناك شوائب كثيرة حول هذه التقنية وهي بحاجة فعلاً لتعديلات، غير أن وجودها مهم وضروري في كرة القدم، وهي لم تفقدنا المتعة إلى حدٍّ كبير، على أمل أن تُطبّق بشكل أفضل لأن بعض الحكام لا يطبقون هذه التقنية كما يجب. 

وأمام كل هذه الانتقادات والأراء المختلفة ما بين مؤيد ومعارض، لا يسعنا سوى انتظار مزيد من الوقت حتى يتقن الحكام هذه التقنية بشكل كامل حتى لا تثير الغضب والجدل عند اللجوء إليها في كل مرة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة