المهندس محمد حسام فتحى
المهندس محمد حسام فتحى


حوار| شاب يبتكر جهازًا لإنتاج مياه الشرب من الهواء الجوى بالطاقة الشمسية

راوية عبدالباري

الأحد، 06 سبتمبر 2020 - 08:35 م

ابتكار جديد لإنتاج مياه الشرب من الهواء الجوى باستخدام الطاقة الشمسية يتميز بسهولة طيه وفرده ونقله وحمله وتخزينه ويقلل تكلفة إنتاج المياه وينقل تكنولوجيا استخلاص المياه من الهواء الجوى من المعامل إلى أرض الواقع كما يقول المهندس محمد حسام فتحى أحد أعضاء الفريق البحثى بكلية الهندسة جامعة المنصورة والذى يعمل بحقل غاز ظُهر.

 

ويؤكد أن الجهاز يصلح فى المناطق الصحراوية والجافة كذلك من الممكن أن يستفيد منه الجنود فى الاماكن الصحراوية؛ فيعتبر نقطة قوة لهم فى حال قطع خطوط الإمداد وأيضا من الممكن تصنيع وتصدير هذا الجهاز وضخه فى السوق الإفريقى ليكون بمثابة كسب لصداقة هذه الدول، وعودة دور مصر الريادى فى أفريقيا.. حول هذا الابتكار دار الحوار التالى..


< حدثنى عن فكرة هذا الابتكار وأسبابه ودوافعه..


- نظرا لأن المياه أصبحت فى مصر قضية قومية تشغل القيادة السياسية والرأى العام فقد أصبحت طرق استخلاص وتوفير المياه تشغل خيال وعقول الباحثين، لذلك فكرت فى هذا الابتكار للمساهمة فى حل تلك المشكلة، والجهاز هو مشروع بحثى لرسالة الماجستير، ويتكون من عدة أجزاء هى: سطح الامتصاص: وتم تصميمه على شكل آلة الاكورديون الموسيقية، وتم تصنيعه من القماش القطنى الأسود المشبع بمحلول كلوريد الكالسيوم بتركيز 30%، وهى من المواد شرهة الامتصاص لبخار الماء. والجزء الثانى هو الغطاء البلاستيكى الخارجى وتم تصنيعه من مادة «PVC» والجهاز قابل للطى والفرد بسهولة.


< ما الهدف من تصميم الجهاز بهذه الطريقة؟


- الأبحاث المنشورة سابقاً فى نفس المجال تتناول أجهزة معملية كبيرة الحجم ويصعب نقلها من مكان لآخر، إضافةً إلى الإنتاجية المنخفضة للمياه منها، ولذلك تم تصميم الجهاز على هيئة أكورديون يسهل فرده فتزداد مساحة سطح الامتصاص المعرضة للهواء الجوى مما يؤدى إلى زيادة معدل الامتصاص وعليه زيادة الإنتاجية، وأيضاً يسهل طيه بسهولة ووضعه فى حقيبة ظهر، وبالتالى يمكن تخزينه ونقله بسهولة من مكان لآخر.


< كيف يعمل الجهاز؟


- يتم وضع سطح الامتصاص فى الهواء الجوى ليلاً حيث الرطوبة العالية، فتحدث عملية الامتصاص لبخار الماء من الهواء، ومع شروق الشمس يتم وضعه داخل الغطاء البلاستيكى المحكم، فتعمل الطاقة الشمسية على تسخين سطح الامتصاص؛ فتتبخر المياه الممتصة ليلاً، ويتكثف البخار على الجدار الداخلى للغطاء، وتتجمع المياه المكثفة السائلة فى النهاية فى زجاجة لتصبح مياها قابلة للشرب.


< هل تم تطبيق الابتكار على أرض الواقع؟


- تم تصنيع وتصميم الجهاز فى معمل الاحتراق بكلية الهندسة جامعة المنصورة، وتم إجراء التجارب المعملية عليه وانتاج كمية كبيرة من المياه مقارنة بالابحاث العلمية السابقة وقد تم التقديم فى عدة مسابقات ومعارض دولية للابتكارات والاختراعات وايضا تم تسجيل براءة اختراع بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا ونأمل ان يتم تصنيعه ودخوله فى مرحلة الانتاج الكمى وطرحه فى السوق ليكون فى متناول الجميع.


< كيف يمكن الاستفادة من هذا المشروع؟


- من الممكن استهداف الدول ذات الطبيعة الجافة والصحراوية التى تعانى من ندرة المياه، وتقوم مصر بتصنيع الجهاز وتصديره لهذه الدول، فيكون ذلك كسبا لصداقتها، وعودة دور مصر الريادى فى أفريقيا. كذلك من الممكن أن يستفيد منه الجنود فى المناطق الصحراوية؛ فى حال قطع خطوط الإمداد والتموين.


< كم من الوقت استغرق بناء الجهاز وعمل التجارب؟ وكم بلغت التكلفة؟


- استغرق تصميم وتصنيع الجهاز لأول مرة شهرين، وتم عمل إحدى عشر تجربة عليه فى أربعة أشهر لقياس مدى إنتاجيته وكفاءته خلال فصلى الشتاء والصيف، فكانت الإنتاجية عالية ومقبولة تتراوح نسبتها من 750 ملى لتر إلى 272 ملى لتر يومياً، وبلغت التكلفة النهائية للجهاز 600 جنيه بالرغم من تصنيعه يدوياً، وهذه التكلفة ستقل كثيرا إذا دخلت فى إطار التصنيع الكمى (مستوى الدولة)، لذلك نناشد الوزارات والهيئات المختصة النظر لهذا الموضوع بعين الاعتبار، ووضعه فى خطط الدولة المستقبلية.


< هل تريد أن توجه كلمة شكر لأحد؟


- نعم، أوجه كل الشكر لفريقى البحثى د/ أحمد حامد (رئيس قسم الميكانيكا جامعة المنصورة (ود/ محمد عوض ود/ الشافعى زيدان المشرفين على بحث الماجستير على كل ما قدموه لى من دعم فنى وعلمى متواصل، وقد استفدت منهم كثيراً على المستوى الشخصى والعلمى.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة