صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أستاذ طب نفسي يوضح تأثير «الإبتزاز العاطفي» على العلاقات بين الناس

إيمان طعيمه

الإثنين، 07 سبتمبر 2020 - 12:06 م

أوضح دكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي، تأثير الابتزاز العاطفي الذي يقوم به البعض للضغط على من يحب، على العلاقات بين الناس فيما بعد.

وأكد أن الابتزاز يحدث غالبا في العلاقات القريبة بين البشر، ولكن هذه العلاقات تتأثر سلبا مع مرور الوقت، وقد تنتهي تلك العلاقات إذا ما انتهت المصلحة المادية أو المعنوية منها، إضافة إلى أن الابتزاز العاطفي يخلق لدى الآخر شعورا بالذنب على خطأ لم يرتكبه فلا يكون سعيدا أو مرتاحا ويمكن أن يتأثر نفسيا بسبب الضغط الكبير عليه، وكثير من العلاقات انتهت بسبب هذا الابتزاز العاطفي حين يكتشف الضحية أنه تعرض لخداع كبير باسم الحب أو الصداقة أو القرابة أو الشفقة.

ويستخدم المبتز العاطفي الخوف، والالتزام والشعور بالذنب في علاقاته، متأكدًا من أن الضحية تشعر بالخوف من إغضابه، والالتزام تجاهه بتوفير كل ما يلزمه، والشعور بالذنب إن لم يفعل.

وابتكرت فوروارد وفريزر الاختصار (FOG) ويعني "ضبابًا" ويشير إلى الخوف (Fear) والالتزام (Obligation) والشعور بالذنب (Guilt) والذي دائمًا ما ينتج عن التعرض للابتزاز العاطفي في علاقة بشخص يعاني من اضطراب الشخصية.

والذين يمارسون الابتزاز العاطفي يدركون في قرارة أنفسهم أن ما يطلبونه ليس من حقهم، لذا يلجأون إلى الاحتيال لتحقيق أغراضهم، ويزيد الابتزاز العاطفي في المجتمعات العاطفية التي تتحكم المشاعر في سلوكيات أبنائها.

والمرأة على وجه الخصوص بارعة في استغلال دموعها ومظاهر ضعفها وانكسارها واحتياجها في عمليات الابتزاز العاطفي، ويزداد ذلك في العلاقات العاطفية بين الجنسين وقد تمارسه المرأة أو يمارسه الرجل، ويحدث نتيجة ذلك استغلال الطرف المبتز للطرف الآخر واستنزافه ماديا أو معنويا أو إبقائه تحت السيطرة مستغلا في ذلك حظوته عنده.

وتكمن حالة الشعور بالوحدة والشعور بعدم الأمان والخوف من الهجر خلف سلوك الابتزاز العاطفي، وهذا يدفع المبتز عاطفيا إلى استنزاف من يبتزه أو يبتزهم وجدانيا بشكاواه المتكررة والمستمرة وبتحميلهم مسئولية معاناته .

ويغلب حدوث الابتزاز العاطفي من النساء (وان كان موجودا أيضا في الرجال)، ويكثر حدوثه في المصابات باضطراب الشخصية الحدية أو من لديهن سمات الشخصية الحدية، وهذه الشخصيات تشعر بالفراغ النفسي والعاطفي وتشعر دائما بالتهديد بالهجر ممن يتعلقون بهم ولذلك يتشبثون بهم تشبثا شديدا، ومع ذلك يؤذونهم بسلوكياتهم الملحة والمضطربة ويضعونهم في صراع ومشاعر بالذنب تجاههم.

ويحدث أيضا في الشخصيات النرجسية والسيكوباتية التي تميل إلى استغلال الآخرين لتحقيق أهدافهم وتلبية رغباتهم، وقد يحدث في شخصيات عادية حين تكون تحت تأثير احتياج ملح أو شعور بعدم الأمان.

والابتزاز العاطفي موجود عند الأطفال لكنه لا يعني أنهم محتالون لكنهم لا يمتلكون طرقا تعبيرية للإقناع سوى استثارة عواطف ذويهم لكنهم مع السنوات يكتسبون طرقا مختلفة في التعبير عن أنفسهم ويفترض بهم تجاوز الابتزاز العاطفي، لكنه إذا ما استمر حتى مرحلة المراهقة والمراهقة المتأخرة فقد يصبح هو أسلوب تعامل الشخص مع كل من حوله.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة