هالة موافي
هالة موافي


بس لحظة

كلمة فى صاحب «النص كلمة»

هالة موافي

الأحد، 13 سبتمبر 2020 - 06:34 م

هو الأستاذ ظاهرة فى عالم الصحافة، تخرج فى مدرسة مصطفى وعلى أمين، ذلك العبقرى الذى أبدع من خلال مقاله نص كلمة أشهر عمود فى الصحافة العربية الذى اخترع التويتر قبل أن يوجد تويتر. الكلمة المعبرة المختصرة والجمل الرشيقة التى تلخص أخطر قضايا الوطن والناس فى كلمات مهذبة لكنها تصيب الهدف كأنها قنبلة موجهة لقلب الفساد، كان هو ضمير الأمة وكانت كلماته جزءا من النسيج المصري. فقد تناولت كتاباته موضوعات شائكة مثل أزمة التعليم وكوارث السكك الحديدية والسحابة السوداء وصحة المصريين ومصائبهم وأوجاعهم وطعامهم وكل شيء عن صميم حياتهم اليومية. كانت كلمة بألف كلمة وكلمة انتقد فيها النظام فى كل أوقاته كان سيفا تباراً فى وجه كل ظالم. كان كنزا قوميا يصعب أن يتكرر كثيرا فى أى عصر أو تاريخ كان يكتب مقاله وكأنه برقية يدفع ثمن كل كلمة من كلماتها بالدولار وهذه كانت نصيحة كاتبنا الكبير مصطفى أمين له والذى قال عنه «عندما أمرض أذهب إلى الطبيب. وعندما يزداد الألم أذهب إلى أحمد رجب»، لقد اكتشف أحمد رجب أن الضحك دواء ساحر عجيب قادر على أن يشفى من الصداع ويخفف الألم ويوقف العذاب، كان شخصاً يتحدث باقتدار نادرا ما يتكلم مع من حوله، تلميذا لا يعشق مادة الجبر لكنه يذوب حبا فى الموسيقى كاتبا جعل ملايين القراء يبدأون قراءتهم للأخبار، من الصفحة الثانية، كاتب وأديب يزداد تألقا مثل الجوهرة على مر السنين. كان عمدة الاسكندرانية فى القاهرة كما يلقبونه أصحابه. ختم حياته بمقاله نص كلمة الأخيرة بمثابة وصية «الآن يا مصر أموت وأنا مطمئنا عليك وعلى أهلى المصريين»، ليودع بها عالم الصحافة.
ترك بصماته لترسم طريقا لأقلام قادمة تأخذ منه النبراس وتسير على خطاه.
تمر هذه الأيام الذكرى السادسة لرحيل عملاق الصحافة الساخرة أحمد رجب. تمر السنوات وكأنها لحظات ولكن تبقى دائما فى قلوب جميع من أحبوك وتترك بصماتك علامة فى تاريخ صاحبة الجلالة.
رحم الله أستاذنا أحمد رجب فارس الزمن الجميل

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة