الخميس، 01 أكتوبر 2020 - 06:51 م

 ترتبط مطروح معى بأفلام الأبيض والأسود.. ورغم أننى زرتها أكثر من مرة فمازلت حتى الآن أتذكر مشاهد فيلم «شاطئ الغرام» وغناء المبدعة ليلى مراد «بحب اثنين سوا يا هناى فى حبهم.. الميه والهوا طول عمرى جنبهم.. الناس تيجى وتروح وأنا عاشقة حبهم».. لفت نظر صديقى فى زيارته الأخيرة للقرية البدوية غرب مدينة «مرسى مطروح» المشهورة بكهوف الملح.. «قفص النسانيس» داخل حديقة القرية وشاهد داخله نسناسين «ذكر وأنثى» افترض أنهما زوجان.. وعندما كان صديقى والزائرون يلقون بالحلوى لهما كانت الأنثى تتركها للذكر أو تعطيها له خوفا أو عن طيب خاطر.
 صديقى عصام السباعى رئيس تحرير مجلة «آخر ساعة» كتب فى يومياته بالأخبار الأسبوع الماضى عن إحساسه ومشاهداته بمدينة «الميه والهواء» وبفلسفته المعهودة منذ أن بدأنا سويا ونحن طلاب بالجامعة بالعمل فى «أخبار اليوم» وقسم لست وحدك وصف المشهد بأن الزوجة تعطى ولا تأخذ وربطه بما يحدث للمرأة فى مجتمعنا.. وتذكر الأرامل اللاتى يعشن تحت رحمة المجلس الحسبى وكل ما تشتريه الأم لأولادها يكون بفاتورة بعكس ما يحدث مع الزوج الأرمل.. أما المرأة المطلقة فوضعها ردىء جدا.. فالرجل يخلع من التزماته ويعيش حياته ولا تستطيع الأم المطلقة أن تنقل ابنا من أبنائها لمدرسة أخرى.. وحتى إذا أرادت أن تأخذه من المدرسة مبكرا لا يحق لها إلا بموافقة الأب ولى الأمر.. وإذا وضعت مبلغا من المال لابنها أو ابنتها القاصر لا تستطيع صرف جنيه منه.. وأزيد على الأستاذ عصام قائلا إننى شاهدت موقفا فى إحدى لجان المرور حديث بين شاب والشرطى وهو يسأله كيف أتأكد أنك تقود سيارة والدتك والشاب يقسم له أن تلك الحقيقة وهو غير مصدق.. فعلا الحيونات أرحم على بعضها من البشر.. وهذا ما أشاهده فى الكلاب والقطط التى تحرص على تنظيف من يعيش معها من أقرانها بعد كل وجبة.
 لقد زرت مرسى مطروح أكثر من مرة فى مهام عمل أو للتصييف.. ووصلت لـ«واحة سيوة» واستمتعت بجمال الطبيعة البكر وأهلها الطيبين الذين لم تلوثهم المدنية.. ومررت بشواطئ الغرام وكليوباترا والأبيض وعجيبة وروميل والفيروز والبوسيت والعوام والليدو.. واستمتعت بالمياه الزرقاء النقية والرمال الصفراء الناعمة.. وقضيت ليالٍ أجلس مع أسرتى على أحد المقاهى القريبة من الشاطئ وأشاهد النجوم المتلألئة بالسماء حتى اقتراب ضوء النهار.
.. ولمست المشاكل المزمنة التى تعانى منها ويسهل حلها وما حدث ويحدث فى بعض مناطق المحافظة من تنمية وعمران يدعو للفخر.