السبت، 03 أكتوبر 2020 - 10:37 م

في ظل عدم وضوح الحالة الصحية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثار المحللون السياسيون في الولايات المتحدة عدد من الأسئلة تتعلق بالسيناريوهات الأسوأ التي يمكن أن تحدث في البلاد حال تدهور وضع الرئيس ترامب.

ولعل السؤال الأبرز اليوم هو، ماذا سيحدث لمنصب الرئيس إذا أصبح ترامب غير قادرًا على مزاولة مهام عمله؟

ينص القانون الأمريكي في هذه الحالة على تولي نائب مايك بنس المنصب والعمل كرئيس مؤقت، وهو الموقف ذاته الذي حدث 1985، حين سلم الرئيس رونالد ريجان موقعه إلى نائبه في ذلك الوقت جورج بوش الأب لمدة 8 ساعات خلال إجراءه لعملية استئصال لورم سرطاني، وكذلك في أعوام 2002 و2007 حين أعطى الرئيس بوش الابن صلاحياته في ذلك الوقت لنائبة ديك تشيني لمدة ساعتين في كلا المرتين خلال إجراءه لفحوصات طبية روتينية.

جاء هذا التعديل في الدستور الأمريكي بعد واقعة اغتيال الرئيس جون كيندي عام 1967، حيث توضح عدد من الفقرات تدابير نقل السلطات التنفيذية في حالة الاستقالة أو الوفاة أو العزل أو العجز المؤقت للرئيس الأمريكي.

إقرأ أيضًا: مصدر لـ “سي إن إن“: ترامب احتاج لجهاز تنفس صناعي في بداية علاجه

وفي حال كان نائب الرئيس غير مؤهل أو عاجز عن تولي المهام هو الآخر، فوفقًا للقانون سيتولى رئيس مجلس النواب المنصب على أن يتسلم خطاب خطي من الرئيس ينص بعجزه عن أداء مهامه، وهو الأمر الذي قد يثير الكثير من الجدل والخلافات في الولايات المتحدة الأمريكية.

وحتى الآن، لا يوجد ما يستدعي ذلك السيناريو الذي يعتبر الأسوأ، حال تدهور حالة ترامب الصحية، فوفقًا للطبيب المعالج، شون كونلي، صحة الرئيس الأمريكي "جيدة جدًا"، وتتحسن للأفضل.

وأضاف كونلي في مؤتمر صحفي عقده، السبت 3 أكتوبر، أن الرئيس لا يعاني من صعوبة في التنفس ويسير بشكل طبيعي، كما أن وظائف جسده تعمل بشكل جيد.

وأضاف دكتور كونلي أنه نصح بنقل الرئيس إلى المستشفى كإجراء وقائي للاطمئنان على صحته لأنه عانى من الحمى يوم الخميس وصباح الجمعة، لكنه الآن بخير ولا يعاني أي من هذه الأعراض.

وأوضح الطبيب أن ترامب يتناول الرئيس عقار الريمديسيفير ومجموعة أخرى من المضادات الحيوية لمواجهة الفيروس. وأكد أن ترامب حاليًا لا يحتاج لجهاز تنفس صناعي وأنه يمارس عمله بشكل طبيعي.

إقرأ ايضًا: طبيب الرئيس الأمريكي: صحة ترامب تتحسن ولا يعاني من صعوبة في التنفس

ورغم تأكيدات الطبيب أن ترامب بخير وأنه لا يحتاج لجهاز تنفس صناعي، فقد أثار الكثير من الجدل برفضه الإفصاح إن كان الرئيس ترامب في أي مرحلة من مراحل علاجه احتاج لجهاز تنفس صناعي رغم إصرار الصحفيين تكرار السؤال، مكتفيًا بأنه لا يحتاج الآن إلى هذا الإجراء.

ونشرت شبكة "سي إن إن" نقلا عن مصدر مقرب من البيت الأبيض إن الرئيس ترامب تم وضعه بالفعل على جهاز تنفس صناعي في بداية مرضه.

وأضاف المصدر إن ترامب "حصل بالتأكيد على أكسجين" موضحًا أن ذلك كان يوم الجمعة 2 أكتوبر، وهو اليوم الذي أعلن فيه ترامب إصابته وتم نقله للمستشفى العسكري.

وكان البيت الأبيض قد أكد في وقت مبكر من السبت أن الرئيس ترامب لم يسلم أي من صلاحياته لنائبة مايك بنس الذي جاءت نتيجة فحوصاته لفيروس كورونا سلبيه في وقت مبكر اليوم، وأشار في تصريحات أنه سيواصل مهام عمله بشكل طبيعي وسيسافر من أجل عقد مناظرته المتوقعة مع نائبه المرشح الديمقراطي جو بايدن، كاميلا هاريس، يوم 7 أكتوبر القادم.

وفيما يخص تأجيل الانتخابات الرئاسية، فهو أمر مازال حتى الآن احتمال مستبعد، خاصة مع إصرار الرئيس ترامب وكل من حوله على التأكيد بأنه في حالة صحية جيدة، وتجنب نشر أي معلومات حول مواجهة الرئيس أي صعوبات صحية في أي فترة من فترات مرضه.

ولا يملك الرئيس في أي حال من الأحوال تغيير موعد الانتخابات الرئاسية، لأنه يعود بشكل أساسي للمشرعين الأمريكيين ويجب التصويت عليه.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن إصابته هو وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا صباح الجمعة 3 أكتوبر، ثم أنقل بعدها بعدة ساعات إلى مركز والتر ريد الطبي حيث قالت إدارته أنه سيقضي بضعته أيام للاطمئنان على صحته.

ووفقًا لـتقرير نشرته شبكة سي إن إن فإن معنويات الرئيس الأمريكي مرتفعة إلا إن هناك مخاوف جدية على صحته.

ونقل الموقع عن مسؤول بالإدارة الأمريكية أن ترامب يعاني من بعض أعراض الفيروس وأنها تؤثر بشكل كبير عليه وتصيبه بالإرهاق وصعوبة في التنفس، لكن حالته الصحية حتى الآن لاتزال مستقرة.

وفي مقطع فيديو قصير نشره ترامب على حسابه بموقع تويتر قبل نقله إلى المستشفى، قال، "أعتقد أنني بحالة جيدة جدًا لكننا سنتأكد من أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح".