رأس «توت عنخ آمون»
رأس «توت عنخ آمون»


آثار مصر المهربة.. معركة تخوضها الدولة لاسترداد تراثها المنهوب

مي سيد

الإثنين، 26 أكتوبر 2020 - 11:42 ص

 

آلاف الدولارات تدفع نظير قطع أثرية مصرية لا تقدر بثمن، لتظل الحضارة الفرعونية مطمعا لعشاقها عبر العصور، بينما تتنافس الدول لعرض قطع الأثار المصرية في متاحفهم الخاصة، لذا يوجد في متاحف العالم جزء متخصص للآثار المصرية .


ويتساءل الكثيرون عن كيفية خروج الآثار المصرية من أرضها؟ وكيف يمكنا استردادها مرة أخرى؟ لذا تبذل الحكومة المصرية متمثلة في وزارة السياحة و الآثار بالتنسيق مع وزارة الخارجية كل الجهد لاستعادة القطع الأثرية التي خرجت من مصر بطرق غامضة وغير شرعية، ولكن بسبب نص في اتفاقية اليونسكو الذي يشترط تقديم سند ملكية للآثار كشرط لاستعادتها؛ أصبح الأمر صعبا على الحكومة المصرية خصوصا للآثار غير المرقمة، وكيف يمكن إعادتها مرة أخرى ؟

شاهد ايضا :- رأس نفرتيتي.. صراع مصري ألماني منذ 107 أعوام

ومن أبرز القطع الأثرية التي عادت إلى مصر تابوت الكاهن "نچم عنخ" العائد من أمريكا والمصنوع  من الخشب المغطى بالذهب، والذي يعود إلى حوالي 150 - 50  ق. م  ويشمل التابوت سطح مزخرف بشكل متقن ويحتوي على مشاهد ونصوص جنائزية تهدف إلى حماية وتوجيه الكاهن "نجم عنخ" في رحلته إلى الحياة الأبدية.

 

ووفقا للنصوص المصرية القديمة فإن استخدام الذهب في التابوت من شأنه أن يساعد المتوفي في ولادة جديد في الحياة الآخرة.. أما الفضة فتهدف إلى حماية وجه "نجم عنخ" والمعادن الثمينة من الذهب والفضة ترمز لعدة أشياء على المستوى العام فإنها يمكن أن تمثل لحم وعظام الآلهة أو الشمس والقمر. 


يعود الكاهن نجم عنخ  إلى الفترة البطلمية وهو كاهن المعبود "حرشف" أو "حرسافيس" وهو رجل رفيع المستوى من إقليم هيراكليوبوليس وقد سمي إقليم هيراكليوبوليس بهذا الاسم نسبة إلى المعبود الإغريقي "هيراكليس" الذي قارنه الإغريق بالمعبود الرئيسي بالاقليم "حرشف" أو "حرسافيس" الذي يمثل برأس كبش .

ويقع معظم الإقليم في الجزيرة الواقعة بين النيل وبحر يوسف ويحده من الشمال إقليم ارسينوي ومن الجنوب إقليم اوكسيرينخوس، ويتطابق إقليم هيراكليوبوليس مع محافظة بني سويف الحالية، وكان لهذا الإقليم أهمية كبرى، منذ عصور ما قبل التاريخ مرورا بالعصور التاريخية، خاصة عندما أصبحت عاصمته هيراكليوبوليس ماجنا "اهناسيا المدينة" وهي العاصمة السياسية للبلاد في العصر الأهناسي "خلال عصر الأسرتين التاسعة والعاشرة واستمر ذلك حتى العصر اليوناني والروماني " .

شاهد ايضا :- صور| آثار مصر في خطر.. من يحاسب مسئولي مزاد «كريستيز»؟

خرج التابوت من مصر بطريقة غير شرعية منذ سنوات، وتم بيعه لمتحف المتروبوليتان بتصريح خروج مزور يرجع إلى عام 1971، كان قد اشتراه متحف المتروبوليتان بالولايات المتحدة الأمريكية من أحد تجار الآثار الذي كان حاملا لتصريح خروج للقطعة صادر من مصر ويرجع لعام 1971 وبعد التحقيقات التي قام بها مكتب المدعي العام لمدينة منهاتن بنيويورك، والتي استمرت أكثر من 20 شهرا، قدمت خلالها الإدارة العامة للآثار المستردة بوزارة الآثار بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية، كافة الأدلة والإثباتات  بما لا يدع مجالاً للشك أن التصريح المزعوم لخروج القطعة عام 1971 كان مزورا، ولم يصدر من جمهورية مصر العربية تصريح لهذه القطعة إطلاقا " وبناء على المستندات المرسلة من قبل وزارة الآثار، انتهى مكتب التحقيقات إلى أحقية مصر في استعادة هذا التابوت الأثري، وأن تصريح تصديره كان مزوراً وأن متحف المتروبوليتان تعرض لعملية تزوير عند شرائه.


ومن أبرز القطع الأثرية المصرية التي مازالت تشهد مناقشات حول إعادتها لمصر، رأس نفرتيتي، والتي تتمتع بشهرة واسعة في كافة أنحاء ألمانيا، وحجر رشيد في لندن، والذي تم اكتشافه في 19 يوليو عام 1799 على يد مجموعة من الجنود الفرنسيين قرب مدينة "رشيد"، واستولى عليه الفرنسيون بعد فشل الحملة الفرنسية، وتمكن العالم الفرنسي "شامبليون" من فك رموزه، وبعد فشل الحملة الفرنسية على مصر عام 1801، واستولت عليه القوات البريطانية وتم نقله إلى بريطانيا، ويعرض حاليا في المتحف البريطاني في لندن .

 

شاهد ايضا :- رأس آمون وقطع أخرى.. مزاد جديد الثلاثاء لبيع آثار مصرية

لوحة الزودياك الموجودة حاليا في متحف "اللوفر" بفرنسا، وتمثال "حم ايونو" وزير الملك "خوفو" والمهندس المعماري المسئول عن بناء الهرم الأكبر، ويوجد حاليا في متحف "رومر بيليزيوس" بمدينة "هيلدسهايم" الألمانية.


وتمثال "عنخ حا أف"، والذي يعرض حاليا في متحف "بوسطن للفنون" بالولايات المتحدة، وقناع "كا نفر نفر" الجنائزي ويعود تاريخه إلى عصر الأسرة التاسعة عشر الفرعونية، وهو حاليا في حيازة متحف "سانت لويس للفنون" بولاية "ميزوري" الأمريكية، إضافة إلى 8 مسلات مصرية في روما تم الاستيلاء عليها ونقلها إلى روما خلال الغزو الروماني لمصر.

جدير بالذكر أن عدد من القطع الأثرية المصرية التي لا تقدر بثمن، تم عرضها للبيع في مزاد ينظمه دار كريستيز للمزادات العلنية يوم الثلاثاء 13 أكتوبر القادم في نيويورك، وعرض الموقع صور لعدد من التماثيل الفرعونية المصرية، ومن ضمنها:

«سوار ثعبان من الذهب المصري» الخالص يعود لفترة الحكم الرومانية، في القرن الثاني الميلادي، على أن يُباع بتقديرات أولية بسعر يتراوح بين 8 آلاف دولار و12 ألف دولار أمريكي، بالإضافة لـ«رأس قطة برونزية» من الحضارة المصرية القديمة بتقديرات أولية يتراوح سعرها بين 15 ألف دولار و 20 ألف دولار أمريكي.


يعرض دار كريستيز كذلك على الموقع الخاص به، سفينة مصرية من الحجر الجيري، رأس رجل مصنوعة من الحجر الجيري، رأس آمون والتي يقدر سعرها بين 500 ألف إلى 700 ألف دولار مصري، ورأي برونزي لإلهه مصرية قديمه، وفقًا لوصف موقع لمزادات الشهير.

 


 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة