سمكة قرش- أرشيفية
سمكة قرش- أرشيفية


سر «اللحم الحامض».. أسباب هجوم القروش على زوار الشواطئ

إبراهيم الشاذلي

الأربعاء، 04 نوفمبر 2020 - 11:37 ص

ارتبطت حوادث أسماك القرش التي تقع من وقتِ لآخر بسلوك بشرى غير سوي، فعادة ما يتسبب الصيد الجائر أو سوء التصرف مع الكائنات البحرية في إثارتها ولجوئها إلى عض الشخص حتى الموت، وهو ما حدث مع بعض الغواصين.


في هذا السياق، كشف الدكتور محمود حنفي، أستاذ علوم البحار والمستشار البيئي لجمعية المحافظة على البيئة، أسباب حوادث أسماك القرش، مؤكدًا أن أبرز الأسباب هو تقديم أطعمة لها عن قصد (من سطح المراكب أو الغواصين)، حيث يتم إلقاء بقايا الطعام أو مخلفات المطبخ أو حتى الصرف الصحي الفاسدة بغرض جذبها إلى السطح وإثارتها كنوع من الإثارة للسائحين. 

 

اقرأ أيضا|تخصيص 80 مليون جنية لاستكمال مستشفى بدر المركزي

الصيد الجائر
وذكر «حنفي» أن تقديم دجاج عن طريق ربطه بحبل ثم رفعه كلما اقتربت أسماك القرش وتكرار ذلك مرات عديدة يؤدي لإثارة أسماك القرش ودفعها للقيام بمثل هذه الهجمات, لافتًا إلى أن إلقاء الطعام من المراكب على سطح الماء يدفع أسماك القرش إلى  الاعتقاد بأن الأجسام العائمة قد تكون طعامًا, وللتأكد من ذلك فأن الوسيلة الوحيدة لمعرفة إذا كان طعامًا من عدمه هي العض, مردفًا: وهذا قد يفسر الحوادث التي تتم على ممارسي رياضة السباحة والسنوركل، خصوصا في ظروف ندرة الغذاء (الأسماك) نتيجة لعمليات الصيد الجائر, حيث أنه يسهل اجتذابه لأية رائحة لطعام.

مزاج عنيف
وأوضح أن رائحة بقايا الطعام تجذب العديد من الأسماك وتجعلها في مزاج عنيف، لأنها تشم الغذاء في ظل عدم وجود غذاء يتناسب مع أحجامها، فيتسبب هذا الفتات في إثارتها بشدة ما يدفعها إلى العض حتى الموت، مردفًا: في عام 2018 تلاحظ قيام بعض مرشدي الغوص بتقديم طعوم لأسماك القرش أثناء الغوص وخصوصا بمنطقة الأخوين كنوع من إثارة السائحين.
وأشار إلى أن ما سبق أدى إلى أن بعض أسماك القرش أصبحت ساكنة لمنطقة الأخوين، حيث أن هناك مورد دائم للتغذية من خلال الغواصين وهذا يتعارض مع السلوك الطبيعي لها، حيث أنها تتميز بتجولها عبر مساحات شاسعة، موضحًا أن صرف بقايا الطعام والمطابخ والصرف الصحي كلها عوامل جاذبة لأسماك القرش.

الحاجز النفسي
وتابع: إضافة إلى ذلك يأتي عامل كسر الحاجز النفسي بين أسماك القرش والغواصين من الأسباب الهامة لهجمات القرش، فمحاولة المدربين والمتدريبن من الاقتراب وجذب أسماك القرش إليهم وملامستها قد يكون أدى إلى كسر الحاجز النفسي فتبدو الأسماك أكثر جرأة للاقتراب من الغواصين والاحتكاك ومع استمرار مثل هذه الممارسات, فأنه من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة هجماتها.

 المخزون الطبيعي
وأكد أستاذ علوم البحار أن أنشطة الصيد الجائر تعد سببًا رئيسيًا أيضًا في الهجمات، حيث أن المخزون الطبيعي للأسماك بالبحر الأحمر قد وصل إلى الحدود الحرجة نتيجة لأنشطة الصيد الجائر ومع انخفاض المخزون الطبيعي له، فان ذلك مؤشر على عدم وفرة الغذاء بشكل كافي لأسماك القرش وهذا يؤدي لاضطرار أسماك القرش إلى توسع رقعة البحث عن الغذاء وبالتالي وصولها إلى المناطق الشاطئية على غير المألوف، حيث أنها مناطق تستغل بكثافة من قبل السائحين والغواصين، وندرة الغذاء تؤدي إلى سهولة جذب اسماك القرش إلى أيه مناطق يقدم فيها الغذاء أو حتى بقايا طعام من قبل المراكب السياحية, وبالتالي تتخذ من هذه المواقع سكنًا لها.

وكشف «حنفي» أن زيادة المراكب السياحية أو أعداد الغواصين يؤدي إلى صدور أصوات قوية باستمرار في مواقع الغوص وهذه الأصوت تعد من عوامل جذب أسماك القرش إلى مناطق الغوص ما يؤدي إلى الافتراس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة