قطعة خشبية من مركب الملك خوفو
قطعة خشبية من مركب الملك خوفو


«مراكب خوفو» أهم اكتشافات القرن الـ 20

شيرين الكردي

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2020 - 02:06 م

أحدثت الاكتشافات الأثرية المصرية القديمة ، ضجة كبيرة فى مختلف دول العالم، لما تحمله من قيمة أثرية وتراثية متميزة لتاريخ وحضارة عريقة مثل الحضارة المصرية القديمة.

تسلط «بوابة أخبار اليوم» الضوء عن أبرز ألاكتشافات الأثرية فى القرن العشرين وهى «مراكب خوفو»، والتى أحدثت عاصفة عالمية من الاهتمام أدهشت العالم ، من خلال السطور التالية ـ وفقا للكتاب أسرار الآثار «توت عنخ آمون  والأهرامات والمومياوات» للدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية.

«مراكب خوفو»

فى شهر مايو عام 1954م، وفى ظل الاكتشاف المدوى الذى أنجزه زكريا غنيم فى سقارة، اكتشف عالم مصرى آخر اكتشافا أثريا مهما، هو مركب الملك خوفو (2551- 2528 ق.م.) جنوب هرمه الأكبر وفى الناحية الشرقية من ضلعه الجنوبى تحديداً، وأحدث هذا الكشف عاصفة عالمية من الاهتمام أدهشت العالم.

ويقول الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، كان المهندس المصرى كمال الملاخ يقوم بأعمال التنظيف وإزالة الردم جنوب الهرم الأكبر، فكشف عن حفرتين لمركبين مغطيين بكتل من الحجر الجيرى الجيد، وأن للهرم الأكبر ثلاث حفرات أخرى منقورة فى الصخر الطبيعى لهضبة الجيزة تأخذ شكل المراكب فى الناحية الشرقية للهرم، تقع اثنتان منها فى الناحية الجنوبية والناحية الشمالية للمعبد الجنائزى، بينما تقع الحفرة الثالثة شمال الطريق الصاعد للهرم الأكبر.

وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، أن فى الحفرة الأولى التى تقع جنوب شرق الهرم الأكبر، عثر كمال الملاخ فوق سطحها على إحدى وأربعين كتلة ضخمة من الحجر الجيرى الجيد المستجلب من محاجر طره الملكية، وبداخل هذه الحفرة البالغ طولها حوالي 31,2م، وعرضها 2,6م، وعمقها 3,5م، عثر على مركب خشبى كبير مفكك إلى حوالى 1224 قطعة خشبية من خشب الآرز القادم من لبنان موضوعة بعناية فائقة فى 13 طبقة فى أماكنها الأصلية، ومختلفة الأطوال مابين 23م و10سم، علاوة على كميات كبيرة من الحبال والحصير، والمجاذيف الخاصة به.

وقد تولى ترميم هذا المركب، المرمم المصرى القدير الحاج أحمد يوسف فأعاده إلى ما كان عليه أيام الفراعنة، ويعرض الآن فى متحف خاص به فوق الحفرة التى اكتشف فيها، ويحمل اسم «متحف مركب خوفو».

 ويبلغ طول المركب 43,4م، وأقصى عرض له 5,9م، وعمقه 1,78م، وارتفاع مقدمته ذات الشكل البردى 6م، وارتفاع مؤخرته 7م، وله عشرة مجاذيف: خمسة على كل جانب تتراوح أطوالها مابين 6,5 و 8,5م، ومقصورة رئيسية تتقدمها مقصورة الربان فى مقدمة المركب، والدفة عبارة عن مجذافىن كبيرين، ويزن المركب حوالى 45 طناً.

يذكر أنه لم يستخدم مسمار معدنى واحد فى صناعة هذا المركب، فقد استخدم المصرى القديم هنا طريقة «العاشق والمعشوق» والحبال فى تكوين أجزاء هذا المركب كبير الحجم.

فكرة نقل مركب خوفو

بحث اللواء مهندس عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف الكبير وتطوير المنطقة المحيطة مع فريق عمل مشروع نقل مركب الملك خوفو من منطقة الأهرام الأثرية، عدداً من النقاط المهمة فيما يخص أعمال التجهيزات، وعملية نقل وتأمين المركب وتأمين مسارات الحركة.

أكد مفتاح، أنه تم وضع خطة محكمة من قبل متخصصين بنسبة نجاح 100% لعملية نقل مراكب خوفو.

وأشار مفتاح إلى أنه تم أيضاً بحث أعمال الحماية والتغليف بالشكل العلمى الدقيق، الذي يضمن تحقيق الأمان الكامل لهذه العملية، بالإضافة إلى دراسة خطة خروج المركب من مبنى المتحف القديم الخاص بها.

وقال إنه يجري حاليا إنشاء متحف خاص منفصل عن المبنى الرئيس للمتحف المصرى الكبير، ليعرض بداخله مركب الملك خوفو ، حيث يتم تجهيز هذا المتحف بأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية الخاصة بالعرض المتحفى، وكذلك بأحدث تقنيات التحكم في الحرارة والرطوبة والإضاءة داخل المبنى، لضمان توفير أقصى حماية ممكنة للمركب من عوامل الجو والحرارة، بالإضافة إلى تقنيات الحماية في حالة الحريق والطوارئ.

أوضح الدكتور الطيب عباس مدير عام الشئون الأثرية بالمتحف أن مشروع نقل مركب الملك خوفو يعد واحداً من أهم المشروعات التي يقوم بها المتحف الكبير، والتي تهدف إلى الحفاظ على أكبر وأقدم وأهم أثر عضوى في التاريخ.

وأضاف أن فكرة نقل مركب خوفو من منطقة آثار الهرم إلى المتحف الكبير، فكرة اللواء عاطف مفتاح الذي قام بعرضها على الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 28 مايو 2019 ،والتي جاءت نتيجة أن مبنى المتحف القديم الخاص بالمركب - والذى تم إنشاؤه منذ ما يزيد على ربع قرن - قد ساعد فى إخفاء الضلع الجنوبى للهرم الأكبر، كما أدى بشكل واضح إلى تشويه بصرى للمنطقة الأثرية، بالإضافة إلى وجود المركب في مبنى يفتقر إلى أسلوب العرض المتحفي المتميز، والذى يليق بأهمية ومكانة هذا الأثر الفريد، فضلاً عن كون المبنى القديم غير مجهز بوسائل الإتاحة والخدمات التي تسمح باستقبال ذوى القدرات الخاصة.

وأوضح الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الشؤون التنفيذية للترميم بالمتحف الكبير، أن فريق العمل المسئول عن ترميم المركب نجح في استخراج ما يقرب من 1272 قطعة خشبية وعثر على سكين مصنوع من الزران وعمود مصنوع من النحاس بنفس المنطقة.

وأضاف المسؤول المصري: «تم الانتهاء من ترميم 1200 قطعة بعد إعداد تقرير حالة لكل قطعة وتصويرها باستخدام تقنية التصوير ثلاثية الأبعاد والتوثيق بالرسم اليدوى والفوتوغرافى».

وأكد الدكتور ساكوجي يوشيمورا، رئيس جامعة هيجاشى نيبون الدولية اليابانية، ورئيس بعثة مركب خوفو الثانية، أنه تم وضع التصور النهائى لأعمال المرحلة الثانية من تجميع المركب بالتعاون مع خبراء يابانيين ومصريين، لافتاً إلى الانتهاء من توثيق جميع القطع التي تم رفعها من الموقع ما يساعد في عملية تجميع المركب من جديد.

ويعد مشروع تجميع المركب الثانية للملك خوفو، مشروع مصرى – يابانى مشترك بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار المصرية وجامعة هيجاشى اليابانية، بهدف استخراج وترميم وإعادة تركيب مركب الملك خوفو الثانية بدعم من هيئة التعاون الدولى اليابانى.

وفي ظل التدابير الوقائية المتخذة للوقاية من فيروس كورونا، تستمر الأعمال الإنشائية داخل المتحف الكبير، الذى تقرر تأجيل افتتاحه إلى عام 2021 بدلاً من العام الجارى.

ويعد المتحف الكبير من أكبر متاحف الشرق الأوسط والعالم المخصص لحضارة واحدة على مساحة تقدر بـ 117 فداناً بتصميم أشبه بتصميم الأهرامات، ومن المتوقع أن يضم نحو 100 ألف قطعة أثرية تؤرخ لعصور ما قبل التاريخ حتى العصر اليونانى والرومانى، ليجذب نحو 5 ملايين زائر سنوياً.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة