الكاتب الصحفي جمال حسين
الكاتب الصحفي جمال حسين


ترامب.. عجوزٌ يتجوَّل في ممتلكات الغير !!

جمال حسين

الخميس، 12 نوفمبر 2020 - 01:37 م

هل يُطرد ترامب من البيت الأبيض ويُعامل كعجوزٍ يتجوَّل في ممتلكات الغير، إذا أصرَّ على رفض مغادرة البيت الأبيض، ورفض الاعتراف بهزيمته أمام بايدن في الانتخابات الرئاسيَّة الأمريكيَّة؟!!.

هذا هو سؤال الساعة الذي يفرض نفسه على الساحة الأمريكيَّة حاليًا، وجعل الشعب الأمريكي في حالةٍ من الترقُّب والقلق، بعد حالة العناد التي يصرُّ عليها ترامب وحملته الانتخابيَّة طوال العشرة أيامٍ الماضية، بعدم الاعتراف بالخسارة أمام بايدن ولجوئه إلى المحكمة العليا..

نعود إلى الوراء أسبوعًا، فبينما كان ترامب يلعب الجولف خارج العاصمة واشنطن، طيَّرت وكالات الأنباء وكل القنوات الإخباريَّة الأمريكيَّة أهم خبرٍ كان يترقَّبه العالم كله بإعلان فوز بايدن في الانتخابات الرئاسيَّة؛ ليكون الرئيس رقم ٤٦ الذي سوف يسكن البيت الأبيض.. إلا أن ترامب رفض الاعتراف بهزيمته..

زاعمًا حدوث تزويرٍ لصالح بايدن، ولجأ إلى المحكمة العليا، قبل أن تنتهي عمليات الفرز في الولايات المتأرجحة، خاصةً بنسلفانيا وأريزونا وجورجيا ونيفادا، التي قلبت نتائجها موازين الانتخابات لصالح بايدن، ليُعيد إلى الأذهان تكرار كابوس انتخابات عام 2000 بين المرشح الديمقراطي آل جور ومنافسه الجمهوري جورج بوش الابن، عندما طالب آل جور بإعادة فرز أصوات الناخبين في ولاية فلوريدا، واستمرَّت عمليات الفرز  5 أسابيع جعلت أمريكا والعالم في حالةٍ من الانتظار والترقُّب، حتى حكمت المحكمة العليا بوقف إعادة إحصاء الأصوات وفوز بوش بالانتخابات.

خرج ترامب الذي يُعد أكثر الرؤساء الأمريكيين إثارةً للجدل يُخاطب الشعب الأمريكي والعالم؛ قائلاً: "الانتخابات لم تنتهِ بعد.. نعلم جميعًا لماذا يندفع جو بايدن إلى الظهور، ويدَّعى أنه الفائز، ولماذا يُحاول حلفاؤه الإعلاميون مساعدته، لأنهم لا يُريدون للحقيقة أن تنكشف..الحقيقة ببساطةٍ هي أن هذه الانتخابات لم تنتهِ بعد".

ولأن الانتقال السلمي للسلطة يُعد أحد السمات المميزة للولايات المتحدة الأمريكيَّة طوال تاريخها الممتد إلى ٢٤٤ عامًا.. ولأنه لم يحدث من قبل أن رفض رئيسٌ أمريكي مغادرة البيت الأبيض بعد خسارته في الانتخابات..

فإن عدم قبول ترامب الهزيمة أمام بايدن خلق حالةً مثيرةً للقلق فى أمريكا جعلت الأجهزة السياديَّة تُفكر الآن في المخرج، ووضع سيناريوهات لم يسبق التفكير فيها من قبل..

مجلة "نيوزويك"، نقلت عن مصادر حكوميَّة أنه إذا رفض ترامب مغادرة البيت الأبيض، ظهر يوم ٢٠ يناير المقبل بعد انتهاء ولايته رسميًا، فإن الحرس وأفراد الخدمة السريَّة الذين كانوا مكلفين بحمايته في البيت الأبيض، عندما كان صاحب المنصب الأعلى في البلاد سوف يقومون بطرده..

ونقلت المجلة عن مسؤولٍ سابقٍ شارك في عملية انتقال السلطة من أوباما إلى ترامب قبل ٤ سنوات: إذا لم يُغادر ترامب البيت الأبيض سيُرافقه أفراد الخدمة السريَّة إلى خارجه، وسيعاملونه كأي رجلٍ عجوزٍ يتجوَّل في ممتلكات الغير ".

والحقيقة أن الغالبيَّة العظمى من زعماء دول العالم، ومن بينهم مصر، تعاملوا بواقعيةٍ مع ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكيَّة، واعترفوا بفوز بايدن الكاسح، وقاموا بتهنئته، باستثناء روسيا التي فضَّلت إرجاء التهنئة لحين الإعلان الرسمي لنتيجة الانتخابات.. 

وبدأ زعماء العالم يرسمون ملامح علاقات بلادهم مع الرئيس الأمريكي الجديد، معتبرين ترامب جزءًا من الماضي، لدرجة أن رئيس الوزراء البريطاني جونسون تعجَّل وخالف القواعد الدبلوماسية، عندما وصف ترامب أمام مجلس العموم البريطاني، بأنه رئيسٌ سابق.

وقال عندما سألته نائبة عن حزب العمال البريطاني، عمَّا إذا كان لديه أي نصيحة لصديقه المفضَّل ترامب، الذي يرفض الاعتراف بنتائج الانتخابات، مما يعتبر أمرًا محرجاً يُشكل خطرًا على الديمقراطية الأمريكيَّة، فأجاب جونسون ضاحكًا بإجابة ذات مغزى دبلوماسي: "أعترف بأنني كان لدى علاقة جيدة بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب !!".

هل يُدرك ترامب أن عصره انتهى، أم يتمادى في غبائه وصلفه وغروره؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة