الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020 - 01:19 م

أحمد صبحي 
في عام 1961 وبالتحديد يوم 28 من شهر فبراير، قام 48 ألف شخص من سكان القاهرة أي حوالي 25% من الشعب بترك منازلهم في المساء على مختلف أحياء القاهرة ليفتحوا صفحة جديدة في حياتهم.

كان هذا العدد الكبير على موعد مع النور والعلم تاركين عالم الظلام من حيث طريقهم إلى العلم والمعرفة وبداية تطبيق فكرة "محو الأمية " فقد أعلنت محافظة القاهرة الحرب على الأمية والجهل وقررت تعليم جميع الأميين.

بدأت الفكرة  من خلال صلاح الدسوقي محافظ القاهرة وقام بعرضها على مجلس المحافظة في شهر يناير عام 1961 فاقرها المجلس بالإجماع، وبدأ الترتيب والإعداد لتنفيذ الفكرة بعد أن لاقت قبولاً كبيراً.

وبدأت حملة ضخمة للدعاية والتوعية وإقناع المواطنين بقيمة الفكرة وفوائدها ووضع المدرسون والمدرسات أنفسهم تحت تصرف البلدية للمساهمة في تنفيذ الفكرة وقامت سيارات الدعاية لتطوف شوارع القاهرة ليتثى لها شرح كل ما يخص الفكرة، وبدأ الكثيرون يتوجهون إلى المدارس وطافت المدرسات على المنازل لتقييد الأسماء في قوائم التلاميذ.

وتدفق الآلاف من أبناء الشعب لتقييد أسمائهم في المدارس التي تقع في مناطقهم وتحمس المثقفون للفكرة وطافوا شوارع القاهرة بسيارتهم الخاصة لدعم الفكرة والتطوع لتوعية المواطنين.

وقامت المحافظة وعلى رأسهم المحافظ صلاح الدسوقي بتكريس كل الجهود من اجل نجاح الفكرة وتمت طباعة الكتب وتوفير الأدوات اللازمة بالمجان من اجل استقبال المواطنين في مدارس الشعب.

وقد اختار المحافظ الساعة 7.30 مساء لتكون ساعة الصفر لهذه الفكرة لتكون الدراسة لمدة ثلاث ساعات يوميا لتكون المواد التعليمية هي القراءة والكتابة والثقافة العامة والتربية الدينية حسب ما نشرته اخبار اليوم فى 18 -2-1961، وقد تم تمويل الفكرة بتخصيص 1% من مجموع إيرادات البلدية و66 % من مجموع الرسوم الإضافية المقررة على ضرائب الأطيان في محافظة القاهرة.