عصام السباعي
عصام السباعي


أطفالنا . . مستقبلنا !

آخر ساعة

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020 - 05:54 م

لا يعرف كثيرون أن كل شيء فى حياتنا .. ما على الأرض من كائنات أو جماد، وما فى البحر وحتى السماء التى تظلنا، له علاقة بأمننا القومى، وأهم المكونات هم البشر الذين يعيشون على تلك الأرض وتظلهم هذه السماء، تلاحمهم تجانسهم والأهم المواصفات الخاصة بهم، وناتج العمل الذى يقومون به، ومدى قدرتهم على حماية أرضهم بما فيها ومن عليها، وسمائهم وكل ما تحتها وفوقها، وكل تلك العلاقات لها معادلات، إن اختلت اهتز الأمن القومى، وإن تماسكت استقر، ونستطيع من هنا أن نفهم اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى والحكومة وكل المؤسسات، بأن تكون قواتنا على أعلى درجة من الجاهزية والاستعداد فى العتاد والأفراد والتجهيزات، ولماذا نهتم بمحاربة الإرهاب والتصدى لجذوره، لماذا ذلك الاهتمام بالأمن الاجتماعى⊇ومد شبكات الحماية الاجتماعية، وتطوير منظومة التعليم الوطنى والصحة والسكن، والطرق والثقافة والصناعة وتحسين مؤشرات الاقتصاد الكلى وتنمية العناصر البشرية فى المجتمع، والمهمة هى تحقيق الهدف الكبير والخطة التنموية الاستراتيجية للتنمية الشاملة 2030، ولو تعلمون فهى أمر عظيم.

وتظهر أهمية أطفالنا، ونحن نحتفل باليوم العالمى والمصرى للطفولة الذى يوافق 20 نوفمبر من كل عام، إذا علمنا أن ⊇عدد الأطفال تحت 18 سنة⊇يصل إلى 38٫8 مليون، بنسبة تبلغ 39٫3% من إجمالى السكان، وتعنى تلك الأرقام أن المجتمع المصرى فتى، وأن⊇هذه الملايين هى التى ستقود مصر، بعد نهاية خطة التنمية الشاملة 2030، والطفل الذى يصل عمره إلى 15 عاما هذه الأيام سيكون عنصرا فاعلا فى نهضة بلده عندما يكون عمره بعدها 25 عاما، وبعبارة أخرى نحن نصنع مستقبلنا بالطريقة التى نشكل فيها أطفالنا ليكونوا مواطنين صالحين قادرين على حماية الأمن القومى المصرى فى كل المجالات، سيكون كل طفل الجندى الذى يضحى من أجل الوطن، والشرطى الذى يحفظ أمن أهله ووطنه، الطبيب الذى يعالجهم، والمدرس الذى يعلِّمهم، والعالم الذى يبتكر، والفنان الذى يبدع، والإعلامى الواعى الذى يؤدى رسالته، وغير ذلك من كل أنواع المهن والأدوار المهنية والمجتمعية.

ونستطيع فى ذلك الإطار أن نفهم سبب اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بمشروعات البنية التحتية، وتطوير التعليم الوطنى، وإعادة تأهيل الصناعة والزراعة، والتوسع خارج التكتلات العمرانية والمدن الجديدة، بحيث تتسلم الأجيال القادمة الراية، وهى مؤهلة لتحمل مسئولياتها، وكل الوسائل متاحة والطرق ممهدة أمامها للقيام بأدوارها، ولأنهم مستقبلنا ومستقبل البلد، ظهرت أيضا وبالتزامن مع كل ذلك عدة مبادرات مثلأطفال بلا مأوى،وعلاج السمنة والأنيميا والتقزُّم لطلاب المدارس، ومصر خالية من شلل الأطفال، ونور حياة، والحملة القومية للقضاء على الديدان المعوية بالابتدائى، وكذلك مبادرة تعليم الفتيات المتسربات، والتوسع فى التعليم الفنى وخصوصًا للإناث.

وأدعو كل المسئولين فى أى مجال، أن يهتموا مثل الرئيس عبد الفتاح السيسى بالمتابعات الميدانية، أن يتركوا مكاتبهم قليلا لمتابعة ما يتم، أن يفتحوا أبواب المناقشات، ويستمعوا للمقترحات، بحيث يتم تنفيذ كل المشروعات بتوافق مع الذين ينفذون الخطط، وأذكِّرهم بأن الأجيال الجديدة هى الهدف الأساسى لاهتمام الرئيس، ولست بحاجة إلى استعادة أول مشاهد الفترة الرئاسية له، عندما استجاب لطلب الطفل أحمد ياسر لمقابلته، وحرص على أن يكون معه فى افتتاح قناة السويس الجديدة على يخت المحروسة، وتتعدد المشاهد هنا وهناك مع أبناء الشهداء، وتلاميذ الأسمرات، والطفلمهند عماد سفير الطفولة، والمشهد الذى لا أنساه، عندما صعد بنفسه إلى منصة مؤتمر شباب العالم وصافح الطفل زين يوسف، واحتواه فى حضنه، وكلنا مطالبون باحتضان أطفالنا، لأنهم أحبابنا، فلذات أكبادنا اليوم، هم مستقبلنا، وصناع أمننا القومى غدا.

إنهم‭ ‬يسرقون‭ ‬عقولهم‭ !‬

نهتم كثيرا بوعى وتوعية الكبار بشأن ما قد يضرهم أو يستغلهم، عند تلقى المعلومات الكـــاذبــــة أو المضـــللة فـــى وســــائــل الإعـــــــلام التقليدية، وبصورة أكبر بكثير جدا على شبكة الإنترنت أو فى مواقع التواصل الاجتماعى، ولكن ماذا عن الأطفال، تلك النقطة كانت من ضمن عدة نقاط قالت هنرييتا فور المـــــــديرة التنفيذيـــة لليونيســف، إنهـــا تثير قلقها، والواقع يقول إن الأطفال لجهلهم بسياسات الخصوصية، يتم استغلالهم من خلال جمع معلوماتهم التى يقدمونها على مواقع التواصل، وإنشاء ما يسمى بـ البصمة الرقمية لكل واحد منهم، وبيعها لأصحاب الاهتمامات، وربما يكون المشترى أحد الأعداء، ويسعى لاحتلال عقولهم أو استغلال اهتماماتهم، أو استغلالهم حتى فى تجارة الجنس، أكتفى هنا بالإشارة لدراسة أجريت فى مدارس 12 ولاية أمريكية، أكدت أنه من السهل خداع الأطفال والشباب، بخلاف العديد من الحملات التى خلقت الاضطراب فى العديد من الدول!

يبقى السؤال: وماذا نفعل لتفادى سرقة عقول أولادنا أو توجيهها أو تضليلها، هل نجحنا فى تنفيذ مواقع تجذب انتباههم.. هل لدينا قنوات فضائية مثل دول أخرى قريبة منا تخاطبهم وتوعِّيهم.. هل دعّمنا مجلات الأطفال كما تفعل معظم الدول لنقل القيم والتقاليد وتربيتهم على حب الوطن والتضحية من أجله .. أو على الأقل تعليمهم معنى كلمة وطن.. هل أنتجنا لهم أى أعمال درامية تجذبهم وننقل تلك القيم إليهم؟
السؤال الكبير: ومــتى ســـنهتم؟!

أحمد‭ ‬عبد‭ ‬الرحيم‭ .. ‬و«السيد‭ ‬بنفسجى‮»‬‭ !‬

لا أعرف شخصيا الأديب والفنان أحـمـد عـبد الرحــيم، فقط أنا متابع لإنتاجه القصصى  المتميز الغزير، والغنى بالأفكار، ولا أخفى أننى أعجب دائما بجمال أفكار قصصه وما فيها من ابتكار وإبداع، وأعتقد أن دراسته للتاريخ باعتباره خريج كلية الآداب جامعة القاهرة، وكونه الثالث على دفعته فى العام 1999، وفضلا عن ذلك فهو خريج قسم السيناريو بالمعهد العـالى للـسينما 2005، وكان كذلك الأول على الدفعة، بخلاف أنه فنان تشكيلى له مساهمات عديدة فى عدة معارض، وما اندهشت له أن ذلك الكاتب المتميز كتب على صفحته على فيس بوك يتعجب فيها من أن فيلمه المتحرك الذى أخرجه الفنان أسامة أبو زيد السيد بنفسجى، قد تم قبوله وعرضه فى عدة مهرجانات فى  12 دولة منها إسبانيا وسويسرا وأمريكا، ورغم كل تلك المشاركات، تم رفضه من إدارة مهرجان الجونة، وزاد عجبى  عندما قرأت خبر فوز نفس الفيلم قبل أيام بجائزة أفضل فيلم بمسابقة أفلام حقوق الإنسان بمهرجان بان أفريكان فى  كينيا، ونفس معاناة أحمد عبد الرحيم، هى نفس معاناة كل كُتّاب ورسامى الأطفال، وأعتقد أن ذلك جزء من مأساة مجلات الأطفال فى مصر، التى تعانى فى كل شيء، وستظل تعانى مادامت العقول مغيبة عن هؤلاء المبدعين الحقيقيين، وأصحاب البصمة الحقيقية فى  تشكيل وعى ووجدان أطفالنا.


 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة