هدى سلطان - أرشيفية
هدى سلطان - أرشيفية


«علقة» ساخنة لهدى سلطان من والدها في طنطا

إسلام دياب

الأربعاء، 18 نوفمبر 2020 - 08:49 ص

في ليلة من ليالي مولد السيد أحمد البدوي بمدينة طنطا، تحولت المدينة الكبيرة إلى شعلة من النور وأخذت تموج بالحياة والحركة والصواريخ تنطلق من فوق المسجد الكبير حيث مقام السيد البدوي.

 

أقبل القرويون من الأقاليم المجاورة والبلاد البعيدة ونشروا خيامهم حول الضريح ونحروا الذبائح وقدموا البخور وبذلوا العطايا تبركا للشيخ في مقامه ووفاء لنذورهم.

 

وفي هذا الموسم كانت مدينة البدوي مسرحا كبيرا لفرق مسرحية متجولة، مغنون، بهلوانات، دارويش يقرأون سيرة الشيخ صاحب المقام، على أن أكثر أصحاب الخيام كانوا أشد ميلا إلى لون من الأغاني الصوفية والتواشيح ومديح النبي الكريم وأصحابه وكان الشيخ الحو أشهر من يغني هذا اللون في طنطا، ولهذا كان الشيخ يقضي ليالي المولد منتقلا في أرجاء المدينة يسهر معها حتى تنام وهي لا تنام إلا في الساعات الأولى من الصباح، تنام على أهازيجه وتواشيحه ومديحه للنبي وللصحابة.

 

اقرأ أيضًا| «خناقة» في بيت هدى سلطان..والسبب «غيرة وحش الشاشة»

 

وقام الشيخ بقطع شوارع المدينة وقد بدأت بشائر الصباح الجديد تنير الأفق، وعندما وصل الشيخ إلى بيته، كانت زوجته في حالة وضع وكان متعبا أثر ليلته الصاخبة الطويلة في المولد فأغفى إغفاءة قصيرة لم تستغرق الكثير من الوقت ثم استفاق على صراخ رفيع حاد لطفل يولد، ليأتي البشير قائلا: «طفلة جميلة يا سيدنا».

 

وهز الشيخ رأسه قليلا وداخله المرح فابتسم ابتسامة خفيفة وهو يجيب: «على بركة الله .. الحمد والشكر لك يا رب، كان ذلك في يوم 15 أغسطس 1925 وكانت الطفلة الجديدة هي (بهيجة) التي اشتهرت فيما بعد في دولة النغم الشرقي باسم (هدى سلطان)، كان والدها الشيخ (حبس عبدالعال الحو»، مزارعا ميسور الحال، يمتلك عشرات من الأفدنة وكان الشيخ مرحا يحيا حياة الترف والبذخ فكان يتطوع بالإنشاء وغناء الأدوار القديمة في ليالي مولد السيد البدوي من كل عام».


وتزوج الشيخ ثلاث مرات وأنجب من زوجتيه الأولتين عشرين ولدًا وبنتًا ثم أنجب من زوجته الثالثة خمسة أبناء ولدين وثلاث بنات، كان أكبرهم محمد فوزي وتليه حورية وبهيجة «هدى سلطان» التي تحمل الرقم الثالث والعشرين في ذرية والدها ثم يليها زغلول وزوزو المطربة الإذاعية التي اشتهرت باسم «هند علام».

 

وفي سن الرابعة بدأت بهيجة تقلد والدها وهو ينغم أهازيجه وتواشيحه، وفي السادسة من عمرها كانت تحاكي والدها في غيبته وتتغنى بأغانيه وتقلد حركاته وحركات البطانة التي تشاركه الغناء،وفي كتاب أنغام من الشرق لمؤلفه محمد السيد شوشة يروي أن أباها أخذ يغضب كلما حاولت أن تنطلق على سجيتها فتظهر ما وعت نفسها الطفلة المتفتحة، وكان نصيبها جراء ذلك «علقة» ساخنة ولكن هذا لم يمنعها أبدًا من محاكاته وإنشاد أغانيه.    


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة