صوره تعبيرية
صوره تعبيرية


أول جريمة قتل بوسيلة علمية في مصر

وليد علام

الجمعة، 20 نوفمبر 2020 - 06:17 م

القانون يتيح للشخص استخدام القوة اللازمة للدفاع عن نفسه، ولدرء أي خطر واقع عليه أو على ماله، ولكن لابد أن يقوم هذا الشخص الذي يدافع عن نفسه باستخدام قوة مناسبة لدرء هذا الخطر، فمن حق أي إنسان أن يصد الاعتداء على كل من يحاول سرقته بصورة مناسبة لا تؤدي إلى أن يفقد السارق حياته، خاصة وإن كانت المسروقات مواد غذائية أثمانها ضئيلة يسهل تعويضها.

لكن هذا ما لم يفطن إليه بائع الحلوى إبراهيم زاهر محمد  محمود الذي يبيع البلح الأبريمي طوال أيام شهر رمضان المبارك، ويترك أجولة البلح بالخارج خلال فترة نومه وعند الصباح يعود لمتجره ليتكسب رزقه إلا أنه أدرك أن البضاعة تتناقص يوما بعد الآخر بشكل مبالغ فيه.

أيقن بائع البلح حينها أن هناك سارق يقوم بالتعدي على بضاعته فتفتق ذهنه إلى معاقبة الجاني باستخدام وسيلة علمية حديثة وقت ذاك وتحديدا في العام التاسع والستين من القرن الماضي وقام بتوصيل أسلاك كهربائية وضعها بطريقه خفية داخل أجولة البلح ليكشف عن هوية السارق ويمسك به متلبسا بالجريمة.

وفي صباح اليوم التالي عند الساعة السادسة سمع صياح أعز أصدقائه جاره ميشيل فرج دميان فهرع مسرعا ليفصل التيار الكهربائي ولكن بعد فوات الآوان فقد تمكن التيار الكهربائي من كشف هوية السارق وقتله وعندما أدرك إبراهيم الجرم الذي ارتكبه سقط هو الآخر مغشيا عليه.

حين أفاق بائع البلح وجد المارة وجيرانه قد أحاطوا به فيما توجه النيابة له تهمة القتل العمد لجاره ميشيل وقد اعترف بجرمه وصرح بأنه كان يرغب في معرفة السارق فقط ولم يكن ينتوي إذاءه، خاصة وأن الجميع شاهد على صداقتهم والعلاقة الطيبة التي تجمعهم، ولأن القانون لايعترف بالعواطف تمت محاكمة بائع الحلوى بتهمة القتل العمد، وهو ما نشرته جريدة الأخبار في عددها الصادر بتاريخ 25 نوفمبر 1969.

اقرأ ايضا ||«إيطالي» يعيش مع 7500 في منطقة «العلمين»

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة