تعبيرية
تعبيرية


مزاج المصريين| أطفال 9 سنوات يدخلون نادي المدخنين

سيد عبدالله- شيماء قنديل

السبت، 21 نوفمبر 2020 - 04:41 م

أرقام مفزعة كشفتها إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ودراسات المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية حول مزاج المصريين ونفقاتهم على التدخين والمواد المخدرة ومنتجات الشاي والبن، حيث تبلغ فاتورة المزاج طبقا لخبراء الاقتصاد 40 مليار جنيه سنويا وهو الرقم الذي يكفي لإنشاء 400 مدرسة كل عام.

وفي الآونة الاخيرة تزايد بشكل ملحوظ عدد المدخنين فى مصر حيث يقدر بــ 17 ٪ من المصريين والأخطر أن نسبة كبيرة من الأطفال فى عمر التسع سنوات انضموا الى قائمة المدخنين الامر الذى ينذر بكوارث صحية واجتماعية واقتصادية تهدد مستقبل الاجيال القادمة.. ومع تنامى أعداد المدخنين والمتعاطين للمواد المخدرة تزيد معدلات الجريمة والعنف حيث أثبتت بعض الدراسات أن تعاطى مخدر  الحشيش الذى يعد اكثر أنواع المخدرات انتشارا تسبب فى %86 من جرائم الاغتصاب و23 ٪ من جرائم القتل و62 ٪ من حوادث الطرق.. وفى الملف التالى تستعرض «أخبار اليوم» الآثار المترتبة على مزاج المصريين.

 

اقرأ الحلقة الأولى من التحقيق:

أطفال مدخنون
بينما كان من المتوقع أن تتسبب جائحة كورونا في انخفاض استهلاك المواد المخدرة والسجائر والشيشة وغيرها، جاءت الأرقام مغايرة تماما للتوقعات، حيث توقع الخبراء أن تتسبب الجائحة في انخفاض الاستهلاك، ظنا منهم أن مستهلكي هذه المواد سيخشون تأثيرها على الرئة، التي تعد خط الدفاع الأول تجاه فيروس كورونا، ولكن جاءت أرقام الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء محطمة لتلك التوقعات.

 

وفي دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية على عينة من طلاب المدارس الثانوية في القاهرة الكبرى، تبين أن نسبة من يتعاطون المخدرات وصلت إلى 6.11%، بنسبة 90% من مخدر الحشيش و7% من مخدر الأفيون، وبلغ سن الأطفال خلال الدراسة 12-18 سنة، وهبوط سن المدخنين إلى سن 9 سنوات، فى حين كانت الفئات الأكثر تعاطيًا ما بين 14-20 سنة، ونسبة المدمنين فى المرحلة الإعدادية 22% فى حين أن نسبة انتشار المخدرات بين طلبة الجامعات تصل لـ 60%.

مراهقون أثريــاء
أما الدراسة التي أعدها د. هاني خميس- أستاذ علم الاجتماع بكلية آداب الاسكندرية عن» تعاطى المخدرات ورأس المال الاجتماعي، وهي دراسة ميدانية على عينة من الشباب المتعاطين والمدمنين في مدينة الاسكندرية» فقد أكدت على انخفاض سن بدء التعاطي إلى 11 سنة، وبداية التدخين إلى 9 سنوات، في حين كان في السابق يتراوح بين 30 : 40 عاماً.

 

ومن ناحية أخرى، أكدت دراسة أخرى صادرة عن المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية على تزايد إقبال شباب الأثرياء في مصر على المخدرات خصوصا مخدرات «الحشيش والماريجوانا والطوابع»، مشيرة إلى أن سن تعاطي هذه المخدرات يبدأ أحيانا من 12 سنة، بسبب حالة الفراغ التي يعانون منها وارتفاع «مصروف الجيب» الذي يحصلون عليه من أسرهم الغنية والذي يعادل راتب موظف كبير حيث تراوح المصروف من 3 آلاف إلى 5 آلاف جنيه.


 
وأوضحت الدراسة أن الحشيش يتصدر قائمة المخدرات المفضلة لدى الشباب، وأكد د.شحاتة زيان -أستاذ علم النفس ورئيس قسم بحوث الجريمة بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية ـ أن كورونا منعت الناس من النزول للشوارع فازداد التوتر فى المنازل بسبب قلة النقود وأصبح القلق والانفعال هما العنصرين السائدين ومع الإحساس بالوحدة ومنع التجمعات على القهاوى فتم اللجوء للتدخين بأنواعه والتعاطى.

 

وأبدى د.شحاته استيائه من ازدياد أعداد المدمنين لتترواح ما بين 10-12% من سكان مصر، وأشار إلى أن 20% من المتعاطين والمدخنين لا يستطيعون الإعراض عن هذه العادة السيئة بسبب الهروب من الضغوط الاجتماعية والنفسية المحيطة بهم.

 

وتؤكد د.أمل سعد الدين- رئيس عيادة الإقلاع عن التدخين  واستاذ الصحة والبيئة والطب الوقائى بالمركز القومى للبحوث- وجود علاقة طردية بين التعرض للضغوط النفسية والرغبة فى التدخين، وذلك بسبب ارتفاع مستويات النيكوتين ـ أهم مكونات السجائر ـ فى الغدد اللعابية فى البالغين المدخنين، وغير المدخنين من الأشخاص الذين يتعرضون للضغوط، ما يعنى احتياجهم لمستويات أعلى من النيكوتين لبقاء شعورهم الطبيعي، وتوهم المدخنون أن السجائر تساعدهم فى تخفيف مشاعر التوتر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة