عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

رئيس أمريكا وصلاحياته!

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 23 نوفمبر 2020 - 07:46 م

 سبقت هيلارى كلينتون بسنوات أوباما فى الكشف عن أسرار ما جرى فى البيت الأبيض تجاه مصر بعد ٢٥ يناير.. فقد روت فى كتابها الضخم (خيارات صعبة) تفاصيل الخلاف الذى نشب داخل الإدارة الأمريكية بين مستشارى أوباما حول الموقف الذى يتعين أن تأخذه واشنطن تجاه الأحداث المصرية والتعامل مع مبارك.. وكانت هى مع بايدن وجايتس ودونيلون تعترض على رأى المستشارين الشباب فى فريق الأمن القومى المتحمسين لرحيل مبارك فورا، غير أن الرئيس أوباما انحاز إلى مستشاريه الشباب وأصدر البيت الأبيض بيانا يتبنى وجهة نظرهم.. لذلك فإن قيمة ما أورده أوباما فى كتابه الجديد (أرض موعودة) الذى صدر منذ أيام تتمثل أساسا فى أنه أكد ما سبق أن كشفت عنه هيلارى كلينتون فى كتابها الذى تناولت فيه تجربتها كوزيرة لخارجية أكبر دولة فى العالم لنحو أربع سنوات كانت حافلة بالعديد من الأحداث الدرامية والمهمة..
وقد يفسر ذلك عدم الاكتراث والاحتفاء بكتاب أوباما مصريا على عكس ما حظى به كتاب هيلارى كلينتون حين صدر قبل سنوات مضت، رغم أنه لا يقتصر فقط على أسرار ما جرى فى البيت الأبيض تجاه مصر بعد ٢٥ يناير، وإنما يؤكد أيضا موقف الرئيس أوباما من جماعة الإخوان التى اعتبرها القوة المنظمة الوحيدة فى مصر وقتها القادرة على الوصول إلى الحكم بعد تنحى مبارك، ويتضمن أيضا موقفه الحقيقى تجاه الدول العربية الخليجية وحكامها، من خلال استعراضه لرحلته للرياض التى سبقت زيارته للقاهرة لإلقاء خطاب لمسلمى العالم من جامعتها.
غير أنه يبقى أمرا لافتا للانتباه فى كتاب أوباما، حتى ولو كانت أيضا هيلارى تحدثت عنه فى كتابها، وهو يتعلق بالسلطات الكبيرة والضخمة والواسعة التى يملكها رئيس أقوى دولة فى العالم، سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا، رغم دور المؤسسات الأمريكية العتيدة، مثل البنتاجون والمخابرات المركزية ومراكز الأبحاث والدراسات وأيضاً مستشارو الرئيس.. وهذا قد يكون وقته الآن فى ظل النقاش الذى يدور حاليا حول حدود التغير فى السياسات الخارجية الأمريكية فى ظل الرئيس المنتخب بايدن.. فقد ذكر أوباما فى كتابه أنه بعد أن أصدر البيت الأبيض بيانا يطالب فيه مبارك بتسليم السلطة فورا ظهرت هيلارى كلينتون فى مؤتمر ميونيخ للأمن تتبنى توجها مختلفا هى وبيرنز.. وطبقا لما قاله أوباما فقد بذلت هيلارى قصارى جهدها للتحذير من مخاطر أى تحول سريع فى مصر، بينما قال ويزنر إن مبارك يجب أن يظل فى السلطة خلال المرحلة الانتقالية.. وقد أغضب ذلك الرئيس الأمريكى السابق وطلب كما قال فى الكتاب الاتصال بوزيرة خارجيته وأبدى استياءه مما قالته وطلب منها أن تخبر ويزنر أن يهدأ!
وقد سبق أن ذكرت ذلك من قبل أيضا هيلارى كلينتون وبتفصيل أكبر فى كتابها من قبل حينما قالت: بدت كلماتى فى المؤتمر التى عكست التحديات التى توقعتها للتغيرات فى الشرق الأوسط خارجة عن السرب، واستاء البيت الأبيض مما قاله ويزنر لأنها بدت وكأنها تتعارض مع كلام الرئيس وانزعج البيت الأبيض لأن ويزنر لم يلتزم بالبيان الصادر عنه، واتصل بى الرئيس ليعبر عن عدم رضائه عن الرسائل المتناقضة التى نبثها، وكانت تلك طريقة دبلوماسية ليقول لى إنه سوف يستغنى عن خدماتى!.. وكلنا نعرف أن هيلارى تركت وزارة الخارجية فى الفترة الثانية لأوباما.
وهكذا.. صلاحيات الرئيس الأمريكى عمليا وليس نظريا فقط، كبيرة وواسعة، وعندما يقرر أو يختار سياسة لا يقبل أن يعمل معه من يعارضه أو لا يتحمس لسياساته وقراراته.. ولذلك كانت لكل رئيس أمريكى بصمته الخاصة فى السياسة الخارجية الأمريكية، رغم مؤسساتها العتيدة المهمة وبايدن لن يكون استثناء.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة