زينب عفيفى
زينب عفيفى


بينى وبينك

أطياف كاميليا

أخبار اليوم

الجمعة، 27 نوفمبر 2020 - 07:33 م

عندما نفقد الحلم تتوه منا الخطوات ، ويختلط  فينا الزمن، وتغيب الروح فى متاهة البحث عن الذات، وتصبح الصور متشابهة،  وفى المرآة نقف نحاسب أنفسنا، عن وجوه تشبه وجوهنا ولكنها ليست نحن، فى رواية «أطياف كاميليا « للكاتبة الموهوبة نورا ناجي، تتلاشى العمة كاميليا أمام مرآتها فى مشهد فانتازى فى الصفحات الأولى من الرواية لتضع القارئ فى لغز وحيرة أين ذهبت كاميليا ؟، وتدور الرواية فى أحداث متدفقة من خلال الأخ الذى سمى ابنته على اسم شقيقته ، التى اختفت فى ظروف غامضة لتكبر الأبنة وهى تبحث عن عمتها التى تشبهها وتشبه أحلامها، تلك الأحلام التى قتلت روح العمة وطاردتها بالشائعات والسمعة السيئة فى مدينة صغيرة  لا تتوه فيها الحكايات.
  حلمت كل من كاميليا العمة وكاميليا الصغيرة بالهروب من أسر المدينة الصغيرة إلى العالم الاكثر اتساعا.. العالم الذى يسع أحلامهن المشروعة، فى سرد غاية العذوبة ولغة جذابة وروح متدفقة بالحكى تدخلك نورا عوالم أبطالها كأنهم ماثلون أمامك تسمع خطوات أقدامهم ونبرات أصواتهم ونهنهة بكائهم  ، صور حقيقية تتحرك فى الرواية ، الأخ الذى تكسرت أحلامه ككاتب على أعتاب المدينة الصغيرة  «طنطا» وكاميليا التى عذبها الحب وحول حياتها إلى دمية تتزوج من رجل أحبها ولم تسطع أن تحبه، وزوجة أخ غيورة حاولت أن تقتل زميلتها الأكثر حضورا وجمالا بالشائعات، حتى بعدما تزوجت من أخيها بأحلامه المحطمة وحبه لشقيقته التى سمى ابنته على اسمها ، وهو لا يعلم أن شغفها بالعمة جعلها تعيش فى خيالها وأحلامها، ومن خلال مذكرات العمة تكتمل المأساة لأحلام كاميليا فى الحب وفى العمل كصحفية، وصورة الأب والجد لكاميليا الصغيرة وكاميليا العمة اللتين لم تنعما بالاستقرار النفسى تجاه الكاميليتين..  ولعبة المرايا التى استندت عليها نورا ناجى فى انعكاس صور أبطالها بتقنية شديدة الجمال فى بناء الشخصيات.. لنجد فى مرايا نورا ناجى التى تلاشت أمامها العمة وتركت لنا الحيرة هل نحن الأبطال أم الأبطال نحن .

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة