د. حسن عماد مكاوى
د. حسن عماد مكاوى


تحياتى

حرية الرأى والتعبير والحق فى الاختلاف (٨)

أخبار اليوم

الجمعة، 27 نوفمبر 2020 - 08:09 م

شهد القرن الثامن عشر الميلادى ظهور المذهب التجريبى الذى اعتمد على اكتساب المعرفة عن طريق الملاحظة والتجربة والعلاقات السببية.
 وظهر مجموعة من المفكرين والفلاسفة العظام مثل « ديفيد هيوم» و» إيمانويل كانط» و « فولتير» و « مونتسكيو» و» جان جاك روسو» الذين نهضوا بعبء الدفاع عن الحرية فى مختلف ميادينها، ومنها حرية الرأى والتعبير محاولين إسناد هذه الحريات إلى أفكار من القانون الطبيعى وفكرة العقد الاجتماعى للتدليل على التصاقها بالإنسان، وقد أدى كل ذلك إلى تحول فى الفكر السياسى، ولم تعد السلطة تتدفق من أعلى إلى أسفل كما كان سائدا بالقرون الوسطى، ولم يعد مطلوبا من المواطنين العاديين الطاعة العمياء بدون مناقشة، وانتقلت السلطة فى بعض أجزاء العالم من الملوك إلى الشعوب. ففى عام ١٧٧٦ تم إعلان استقلال المستعمرات الأمريكية عن الحكم البريطانى بعد أكثر من خمس سنوات من الحروب ، ثم تأسست دولة الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٧٨٩، واستمد الدستور الأمريكى الكثير من نصوصه من أفكار الفيلسوف البريطانى « جون لوك». وفى العام نفسه ١٧٨٩ قامت الثورة الفرنسية متخذة من أفكار الفلاسفة الذين سبقوها هديا لرفع الظلم والقهر الذى ران على الإنسان طوال العصور السابقة. ومع تغير نمط السلطة جاء حق الناس فى اختيار الحكام وتنحيتهم عند إساءة استخدامهم للسلطة الممنوحة لهم من شعوبهم، وإذا ما فرطوا فى المسئولية الملقاة على عاتقهم تجاه توفير الحياة الكريمة لمواطنيهم، ثم امتد ذلك إلى حق الناس فى انتقاد من يتولون مسئوليات عامة. أسفر التطور السريع لوسائل الاتصال والمواصلات خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وشيوع الأفكار والحركات التحررية فى أجزاء شتى من المعمورة، وما تعرض له العالم من ويلات الحربين العالميتين، أسفر كل ذلك عن ميلاد منظمة الأمم المتحدة عام ١٩٤٥، وصدور الإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى عام ١٩٤٨ ، ونصت المادة التاسعة عشرة من هذا الإعلان على :» لكل إنسان الحق فى إبداء آرائه دون تدخل، والحق فى حرية التعبير، بما فى ذلك الحق فى حرية استقاء المعلومات أو الأفكار، وتلقيها، ونقلها، بغض النظر عن الحدود الجغرافية». وللحديث بقية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة