الفنانة الراحلة سعاد محمد - أرشيفية
الفنانة الراحلة سعاد محمد - أرشيفية


حلاق يغير مجرى حياة «شادية العرب»

إسلام دياب

الإثنين، 30 نوفمبر 2020 - 02:45 م

يأتي صوتها مغردًا ومنشدًا في كل المناسبات الدينية عندما يعرض التليفزيون والقنوات الفضائية فيلم «الشيماء»، الذي قامت ببطولته الفنانة الكبيرة سميرة أحمد والفنان أحمد مظهر وعدد من نجوم الفن، وكان لصوت الفنانة الكبيرة سعاد محمد الدور الأكبر في نجاح الفيلم بالأغاني التي جاءت على أداء سميرة أحمد.

 

وقد كتب كلمات تلك الأغاني الشاعر الكبير عبدالفتاح مصطفى، ولحن معظمها الملحن الكبير عبدالعظيم محمد والموسيقار محمد الموجي وبليغ حمدي.

 

وبعد أن كان مقررًا أن يغني في الفيلم عدد من المطربين، إلا أن الشاعر عبدالفتاح مصطفى رشح سعاد محمد وصمم أن تغني كل أغاني الفيلم، والتي تأثرت بها شادية العرب وتوحدت مع كلمات الأغاني، فبكت وهى تغنى «واجريحاه»، ورفض عبدالعظيم محمد حذف بكائها في المونتاج وهو ما ساهم في صدق المشاعر ونجاح الأغنية، الذي كان يراهن أن سعاد محمد الوصول إلى أعلى طبقة من طبقات الكامنجا ولذلك سميت «قيثارة السماء»، أو «شادية العرب»، والتي حرصت على عمل بروفات كثيرة مع الفنانة سميرة أحمد، لتدربها على إتقان وحفظ الأغاني وشرحت لها المقامات حتى تتقن أداء الدوبلاج الذي جاء مطابقا في الفيلم، لدرجة أن الجمهور تخيل لأول وهلة أن من تغني الأغاني هي الفنانة الكبيرة سميرة أحمد.

 

والعجيب أن رحلة سعاد محمد أو «شادت العرب» مرت بالعديد من الصعوبات والمواقف العجيبة لتحجز لنفسها موقعًا مميزًا بين نجوم الفن في الزمن الجميل.. البداية نشأتها في بيت فقير في حي «تلة الخياط» في بيروت من أبوين رقيقي الحال .. أم لبنانية وأب ينحدر من أصل مصري فقد كان جدها لأبيها مصريًا يدعى سالم المصري أقام في بيروت ردحًا من الزمن وتزوج هناك وأنجب ولدين «أحمد ومحمد»، ثم ذهب في رحلة إلى وطنه لم يعد منها، حتى وافته منيته في مصر، وبقيت أسرته في بيروت، وقد أنجب ابنه أحمد 5 ذكور وأنثى كان أحدهم والدها محمد أحمد سالم المصري الذي اشتغل حلاقًا، واشتهر في بيروت بجمال الصوت، فكان يتلو القرآن الكريم ويُنشد الموشحات والقصائد والسيرة النبوية.

 

اقرأ أيضًا| لماذا تنازلت ليلى مراد للعندليب عن «تخونوه» ؟

 

رزق ذلك الحلاق الصييت بـ 3 ذكور و4 إناث وهم رضا وشفيقة ومصطفى وهدية وأحمد وسعاد التي جاء مولدها في اليوم الأول من شهر فبراير 1932 ثم شقيقها الأصغر شفيق آخر العنقود، لكن الأجل لم يمهل الأب طويلا، فمات وسعاد لا تتجاوز من العمر عامًا ونصف العام، وكان شفيق لا يزال جنينًا في بطن أمه، فشب الأشقاء السبعة الصغار في كنف اليتم والفاقة لأن الأب لم يترك لهم شيئًا سوى بيت صغير، عاشوا من دخله الضئيل بجانب ما فرضته المحاكم شرعيا من مساعدات مالية قليلة على أعمامهم.

 

غير أن هذا كله لم يف بحاجات هؤلاء الأبناء الأيتام فاضطرت الأم إلى الخروج من خدرها لتكافح في الحياة من أجل تنشئتهم وتعليمهم تعليمًا ابتدائيًا فاشتغلت بعمل تقشيش الكراسي، كان لهذه العوامل سببًا في تغيير مجرى حياة الطفلة الصغيرة أن تكون مطربة رغم صغر سنها لتكون عائل هذه الأسرة البائسة، كما ذكر محمد السيد شوشة في مؤلفه «أنغام من الشرق». 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة