الفنانة سعاد محمد
الفنانة سعاد محمد


سر صاحبة الصوت الشبيه بـ«أم كلثوم»

إسلام دياب

السبت، 05 ديسمبر 2020 - 01:05 م

الصوت الجميل قادر بما يتمتع به على إسكات كل من حوله وإخماد إزعاج الضوضاء، لأنه قادر على جعل الجميع يستمع إليه في اهتمام ويتمتع بحلاوة الانتقال بين المقامات ما يعطي للصوت قوة تأثير في نفوس مستمعيه.

بدأت الواقعة عندما التحقت سعاد محمد بمدرسة إبتدائية تقع بجوار منزلها، تسمى مدرسة «خديجة الكبرى»، وكانت المدرسة تقع في فناء واسع في أحد شوارع حي «تلة الخياط» فكان أهل الحي يشكون من الجلبة والضوضاء التي يحدثها تلاميذ وتلميذات المدرسة، إلى أن التحقت بها سعاد واشتهرت بحلاوة الصوت، وهي تسمع ما حفظته من قصار السور، فأخذ الجميع يرهفون السمع للطفلة الصغيرة صاحبة الصوت الجميل، حتى أصبحت حديث الحي وهي لا تزال في العاشرة.

أصغر شقيقها الأكبر مصطفى إلى أحاديث الناس عن صوت سعاد محمد الرخيم وما تكمن فيه من ثروة فنية وما يحتاج إليه هذا الصوت من صقل وتهذيب حتى يكون لصاحبته شأن عظيم في الغناء، فعمت الفرحة الأسرة الفقيرة بعد أن اكتشفت في صوت ابنتها كنزًا من الذهب، وأسرع مصطفى بالبحث لها عن موسيقيين لتعليمها أصول الغناء وقواعد الموسيقى.

لم تكن الطفلة تمتاز بالصوت الجميل فحسب، بل كانت تمتاز أيضًا بالإحساس الموسيقي، فكانت سريعة الحفظ تلتقط بأذنها الموسيقية السليمة كل ما تسمع، كما جاء في كتاب أنغام من الشرق للكاتب محمد السيد شوشة، فحفظت الكثير من أغاني أم كلثوم مثل «إفرح يا قلبي»، و«حبيبي يسعد أوقاته»، استمع إليها في ذلك الوقت جارها السيد محمد الداعوق فأتاح لها الغناء في أول حفلة عامة وهي في الحادية عشر عام 1943 حيث قدمها في حفلة الكشاف المسلم، التي أقيمت وقتئذ على مسرح دار الأيتام الإسلامية.

وروت العديد من المصادر علاقة سعاد محمد بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي اتصل بها بعدما غنت  «أنا هويت وانتهيت»  لسيد درويش، والتي سبق وغناها عبدالوهاب نفسه، ليقول لها : ايه اللي عملتيه في دور «أنا هويت» يا ظالمة؟ .. حد يغني كده!، فردت سعاد محمد: ليه يا أستاذ؟، هو أنا ماغنتش كويس؟، ليرد: «أنتي مش عارفه عملتي ايه، أنت قضيتي على الغنوة  دي علشان ماحدش غيرك حيقدر يغنيها بعدك .. أنتي كنتي هايلة» .. وكان السبب في عدم تلحين عبد الوهاب أغاني خاصة لها أن طموحه للتلحين لأم كلثوم جعله يصرف النظر عن التلحين لسعاد محمد، لقرب صوتها من أم كلثوم بما يقضي على نصيبه في كوكب الشرق.

وعندما قابلت سعاد محمد عبد الوهاب في الإذاعة طلبت منه أن يلحن لها أغنية خاصة فطلب منها الكلمات أولا حتى يستطيع تلحينها، وكان دائم الاتصال بها ويقول لها عبارته الشهيرة : «فينك صوتك يا سعاد ده ما يتسابش».

اقرأ ايضا || غضب أم كلثوم من "شفايف" عبدالوهاب 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة