موكب المومياوات الملكية| «تحتمس الثاني» هدية مصر للعالم والذى أعاد لمصر مجدها الذهبى
موكب المومياوات الملكية| «تحتمس الثاني» هدية مصر للعالم والذى أعاد لمصر مجدها الذهبى


موكب المومياوات الملكية| «تحتمس الثاني» هدية مصر للعالم

شيرين الكردي

الأحد، 06 ديسمبر 2020 - 10:28 ص

يترقب العالم نقل 22 مومياء ملكية فرعونية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة، إذ تتحرك عربات متلاحقة تحمل كل واحد اسم ملك فرعوني.

ويعد نقل موكب المومياوات الملكية أحد أهم المشروعات الأثرية والترويجية للسياحة المصرية المرتبطة بالعام 2020، ولعل إحدى مومياوات الملوك الذين سيتم نقلهم هي مومياء الملك «تحتمس الثاني»، حيث قدم الدكتور حسين عبدالبصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، عرضًا موسعًا له:

يعتبر «تحتمس الثاني» هو ابن تحتمس الأول من زوجته الثانوية «موت نفرت»، وهو الابن الوحيد الذي عاش لأبيه، وتزوج من أخته الملكة الأشهر حتشبسوت، ونشأ الخلاف بينه وبين زوجته القوية حتشبسوت، نظرًا للفارق الكبير بينهما ولسوء حالته الصحية ولضعف شخصيته، ولقوة شخصية حتشبسوت وطموحها الكبير نحو تولي حكم البلاد منفردة، فجعلت من وجوده رمزيًا.

يقول «عبد البصير»، أن نتيجة هذا الخلاف بينهما، انقسمت البلاد إلى حزبين، وسادت الدسائس والمؤامرات، وتحين النوبيون الفرصة وخرجوا عن السيطرة المصرية من العام الأول من حكمه، وكانت هذه هي عادتهم في إشعال الثورة واستغلال فرصة انتقال الحكم من ملك لآخر، واختبار قدرة الفرعون الجديد على السيطرة عليهم.

اقرأ أيضًا: قبل نقل موكب المومياوات الملكية.. تعرف على «تحتمس الأول»

وأوضح «عبد البصير»، أن تحتمس الثاني أرسل جيشًا إلى النوبة ليس بقيادته، فهزم الثوار، وأعاد الأمور إلى نصابها الطبيعي، وتم تسجيل هذا الحدث على لوحة تذكارية تمت إقامتها بين أسوان وفيله، وجاء عليها ما يلي: «لما علم جلالته بذلك، ثار الفهد، وأقسم أنه لن يترك أي رجل من أولئك حيًا».

وأضاف «عبد البصير»، إن أغلب الظن نشاطات تحتمس الثانى امتدت إلى منطقة الجندل الرابع في بلاد النوبة بسبب وجود اسمه مسجلاً على صخرة في منطقة جبل برقل هناك، وربما لا يعني هذا قيامه بحدث عسكري في تلك المنطقة.

وأضاف «عبد البصير»، ذكر الموظف الشهير أحمس ابن نخبت في سيرته الذاتية المعروفة أنه خاض حربًا في عهد تحتمس الثانى وقام فيها بضرب البدو الشاسو الذين كانوا يعيشون على حدود فلسطين، وكذلك ليس بقيادة الملك، وتم العثور في منطقة الدير البحري على نقوش من عهد تحتمس الثاني تشير إلى إشارات غامضة لحملات قام بها في بعض الأماكن في سوريا، وربما استغلت بعض القبائل المقيمة في صحراوات مصر الغربية فرصة الخلاف بين الملك والملكة على عرش البلاد، فقامت بالثورة وشق عصا الطاعة، مما دفع الملك إلى إرسال حملة حربية للسيطرة عليهم وذلك وفقًا لنص تم تسجيل اسم الفرعون عليه في واحة الفرافرة فى مواجهة أسيوط فى مصر الوسطى، وفى المجمل الأعم، لم تكن جهود تحتمس الثانى الحربية بنفس القوة والعظمة كسابقيه من ملوك مصر المحاربين العظام الذين قاموا بذلك قبله.

وأشار «عبد البصير»، إلى أنه لم يعرف إن كان تحتمس الثاني مات ميتة طبيعية أم لا، وبفحص مومياء هذا الملك، تبين أنه كان طويلاً، غير قوي البنية، وكان أصلع الرأس، ووسيمًا، ومتأنقًا، وأنجبت له زوجته الرئيسية حتشبسوت الأميرتين نفرو رع ومريت رع حتشبسوت. وتزوج أيضًا تحتمس الثاني من زوجات ثانوية مثل إيزيس التي أنجبت له، ابنه، فرعون الحرب والتوسعات الملك الأعظم تحتمس الثالث سيد المحاربين وأعظم ملوك مصر والشرق الأدنى القديم. 

تحتمس الثاني حلقة وصل مهمة بين والده تحتمس الأول وولده تحتمس الثالث، هدية مصر للعالم، والذي أعاد لمصر مجدها الذهبي، والذي أنشأ أعظم وأقوى إمبراطورية في العالم القديم.

ورغم عدم تحديد موعد حتى الآن للموكب الملكي، بات العالم على موعد مع الحدث الاستثنائي الذي يُنتظر أن تشهده القاهرة قريبا بنقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري إلى المتحف القومي للحضارة، في مسار تم إعداده بعناية لتكون الرحلة آمنة من التحرير إلى الفسطاط.

ومن المنتظر أن تعيد عملية النقل إلى الأذهان ذكريات نقل تمثال رمسيس قبل سنوات إلى المتحف المصري الكبير، وسهر أهالي القاهرة حتى الصباح ليتابعوا موكبه، مع ملايين شاهدوه عبر الشاشات على مستوى العالم.

استعدادات وإجراءات مُكثفة شهدتها القاهرة، لتليق بعظمة ملوك وملكات الفراعنة، ومومياواتهم التي ترجع إلى عصر الأسر الـ17، و18، و19، و20، و22، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، هم: «سقنن رع، مريت آمون، امنحتب الأول، تحتمس الأول، الملكة تي، تحتمس الثاني، تحتمس الثالث، أمنحتب الثاني، أمنحتب الثالث، حتشبسوت، أحمس، نفرتاري، ست كامس، سبتاح، رمسيس الثاني، سيتي الأول، سيتي الثاني، رمسيس الثالث، والرابع، والخامس، والسادس، والتاسع».

 وكان متحف الحضارة قد استقبل 17 تابوتا ملكيا في يوليو الماضي، لترميمها وتجهيزها للعرض، استعداداً لاستقبال هذه المومياوات، فيما أكد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الانتهاء من تجهيز قاعة «المومياوات الملكية» بمتحف الحضارة.


اقرأ أيضا: رمسيس الثاني وحتشبسوت و19 ملكا فرعونيا في رحلتهم الأخيرة لمتحف الحضارة
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة