موكب المومياوات الملكية| «تحتمس الثالث» فرعون لم تنجب مصر الفرعونية مثله على الإطلاق
موكب المومياوات الملكية| «تحتمس الثالث» فرعون لم تنجب مصر الفرعونية مثله على الإطلاق


قبل انطلاق «موكب المومياوات الملكية»| تعرف على أعظم الفراعنة المحاربين

شيرين الكردي

الأحد، 06 ديسمبر 2020 - 11:38 ص

حدث عالمي فريد من نوعه، ينتظره العالم بأكمله يرتبط بنقل 22 مومياء ملكية فرعونية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة، إذ تتحرك عربات متلاحقة تحمل كل واحد اسم ملك فرعوني، وسط تغطية إعلامية دولية ومحلية عدد كبير من الوزراء والسفراء لدى مصر.

ولا يختلف اثنان على أن نقل موكب المومياوات الملكية أخد أهم المشروعات الأثرية والترويجية للسياحة المصرية المرتبطة بالعام 2020، ولعل إحدى مومياوات الملوك الذين سيتم نقلهم هي مومياء الملك «تحتمس الثالث »، حيث قدم الدكتور حسين عبدالبصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، عرضًا موسعًا له:

فمن هو تحتمس الثالث؟

كانت مصر القديمة في موعد مع القدر كي يمن عليها بإنجاب أعظم الفراعنة المحاربين وأعظم ملك مصرى على الإطلاق، الملك «تحتمس الثالث»، فرعون المجد والانتصار وسيد الملوك المحاربين والعسكريين الاستراتيجيين، ومكمل الإمبراطورية المصرية فى العالم القديم متخذًا من جده الملك المؤسس تحتمس الأول قدوة ومثلاً أعلى.


يقول «عبد البصير»، كان أبوه هو الملك تحتمس الثاني الذي مات وترك الفرعون الذكر وولي العهد الأمير تحتمس وحيدًا تحت وصية عمته وزوجة أبيه الملكة الشهيرة حتشبسوت التي داعبها سحر السلطة وأغوتها لذة الحكم، فاغتصبت الحكم من الملك الصغير، وأبعدته إلى رحابة الظل.

وأوضح «عبد البصير»، أن تحتمس الثالث ظل في الظل فترة طويلة إلى أن تم غياب أو إقصاء الملكة حتشبسوت عن المشهد السياسي في البلاد، وخرج الأسد من عرينه لتظهر لنا شخصية الملك تحتمس الثالث الأسطورية مسجلاً مجد  مصر العسكري المدون بأحرف من نور وإعزاز في كل كليات وأكاديميات العالم العسكرية.

وأضاف «عبد البصير»، لقد تزوج تحتمس الثالث من أخته غير الشقيقة الأميرة نفرو رع، ابنة حتشبسوت وأبيه تحتمس الثاني، وماتت قبل العام الحادى عشر من حكمه، وعندما تولى الحكم، تزوج من حتشبسوت مريت رع التي صارت زوجته الأساسية والتي أنجبت له ولي عهده الملك أمنحتب الثاني، وبينما كان تحتمس الثالث في الظل، استثمر وقته في تعلم فنون القتال وأصول الحرب مما جعل منه قائدًا عسكريًا فذًا قلما يتكرر أو يجود الزمان بمثله فى أرض المعارك.


وأضاف «عبد البصير»، أن البعض من أمراء استغل ممالك بلاد الشام فترة حكم حتشبسوت وانفصلوا عن الإمبراطورية المصرية وعقدوا تحالفات مع مملكة ميتاني القوية، وفي العام الثاني من حكمه المستقل عن حتشبسوت «حوالي العام 23 من حكمهما المشترك»، قام الملك الشجاع تحتمس الثالث ببدء حملاته العسكرية في بلاد الشرق الأدنى القديم، ونعلم عن حملات هذا الملك الحربية من خلال حولياته التى قام بتسجيلها أحد قواده على جدران الكرنك، وتذكر الحوليات أن الملك انتصر فى كل بلد حارب فيه.

وأشار «عبد البصير»، إلى أن تحتمس الثالث لم يقم بحروبه كي يخلد أسمه فقط، وإنما أيضًا كي يمجد من اسم ربه الأعلى المعبود آمون رع سيد طيبة ورب الدولة الحديثة الذي كان يحارب تحت رايته ويجلب خيرات تلك البلدان إلى معبده وكهنته الذين كانوا يباركون الابن البار بأبيه آمون رع الملك المحارب العظيم تحتمس الثالث، وكانت الحملة العسكرية عبارة عن خطة رائعة وقوية الإحكام والتنفيذ، فنراه يزحف نحو غزة في عشرة أيام ويحتل المدينة ويأخذ طريقه إلى مجدو التى تمردت على حكمه بقيادة أمير قادش.

ولفت «عبد البصير»، أن هناك كانت مشكلة في اختيار الطريق المناسب الذي على القوات أن تسلكه إلى مجدو، فكان هناك طريقان معتادان غير أن تحتمس الثالث أختار الطريق غير المتوقع والضيق والأشد خطورة ووعورة حتى يحدث المفاجأة للعدو ويقضى عليه، وكان النصر العظيم حليف الفرعون المحارب تحتمس الثالث بعد أن حاصر المدينة لمدة سبعة أشهر.

وكان يخرج على رأس جيشه محاربًا في سوريا كل صيف لمدة 18 عامًا، وكان يستخدم القوات البحرية المصرية لنقل القوات المصرية إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، واحتل قادش في العام 42 من حكمه، ودانت أكثر من 350 مدينة بالولاء لحكم مصر في بلاد الشام، وقام بحوالى 17 حملة عسكرية في غرب آسيا، وقام بحملات في بلاد النوبة وأقام بها عددًا من المعابد وساهم في تمصيرها بشكل كبير.

وأطلق عليه عالم الآثار الأمريكى الشهير «جيمس هنرى بريستد» نابليون مصر القديمة، غير أن هذه التسمية غير موفقة، لأن تحتمس الثالث لم يهزم فى أية معركة قام بها، كما أن إمبراطورتيه المترامية الأطراف استمرت بعد وفاته في أسرته لفترة طويلة.

وأوضح ، أن تحتمس الثالث فرعون لم تنجب مصر الفرعونية مثله على الإطلاق، وكل شىء قام به كان من أجل بلده مصر العظيمة وأبناء وطنه المصريين العظام مما جعل منها سيدة العالم القديم حقًا وصدقًا ومن تحتمس الثالث أسطورة خالدة نفخر بها إلى يومنا هذا.

ورغم عدم تحديد موعد حتى الآن للموكب الملكي، بات العالم على موعد مع الحدث الاستثنائي الذي يُنتظر أن تشهده القاهرة قريبا بنقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري إلى المتحف القومي للحضارة، في مسار تم إعداده بعناية لتكون الرحلة آمنة من التحرير إلى الفسطاط.

ومن المنتظر أن تعيد عملية النقل إلى الأذهان ذكريات نقل تمثال رمسيس قبل سنوات إلى المتحف المصري الكبير، وسهر أهالي القاهرة حتى الصباح ليتابعوا موكبه، مع ملايين شاهدوه عبر الشاشات على مستوى العالم.

استعدادات وإجراءات مُكثفة شهدتها القاهرة، لتليق بعظمة ملوك وملكات الفراعنة، ومومياواتهم التي ترجع إلى عصر الأسر الـ17، و18، و19، و20، و22، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، هم: «سقنن رع، مريت آمون، امنحتب الأول، تحتمس الأول، الملكة تي، تحتمس الثاني، تحتمس الثالث، أمنحتب الثاني، أمنحتب الثالث، حتشبسوت، أحمس، نفرتاري، ست كامس، سبتاح، رمسيس الثاني، سيتي الأول، سيتي الثاني، رمسيس الثالث، والرابع، والخامس، والسادس، والتاسع».

 وكان متحف الحضارة قد استقبل 17 تابوتا ملكيا في يوليو الماضي، لترميمها وتجهيزها للعرض، استعداداً لاستقبال هذه المومياوات، فيما أكد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الانتهاء من تجهيز قاعة «المومياوات الملكية» بمتحف الحضارة.

اقرأ أيضا: رمسيس الثاني وحتشبسوت و19 ملكا فرعونيا في رحلتهم الأخيرة لمتحف الحضارة
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة