الدكتورة إلهام شاهين
الدكتورة إلهام شاهين


خاص| حكم فضائح ما بعد الانفصال على الـ«سوشيال ميديا»؟

إسراء كارم

السبت، 12 ديسمبر 2020 - 12:30 م

كوارث يومية على منصات التواصل الاجتماعي، مع غياب الأخلاق بشكل كبير، بعضها يرتبط بفضائح ما بعد الانفصال بين شخصين.


فتتحول صفحة كل منهما إلى شاشة عرض للجميع، متناسين الفضل بينهما، مع توجيه الإساءات لبعضهما البعض في محاولة لإظهار أن السبب كان الطرف الثاني، مما يزيد من الفضائح لكل منهما وقد يؤدي إلى مشاكل عواقبها أكبر من الانفصال.


وعن هذه المسألة، أوضحت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين المساعد بمجمع البحوث الإسلامية، في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم »، أنه لا شك أن هذا هو الحرام بعينه، ويجب أن نعلم أن الزواج عقد سماه الله تعالى بالميثاق الغليظ، أي العهد الذي أُخِذ للزوجة على زوجها عند عقد النكاح، وما يتضمنه من حق الصحبة والمعاشرة بالمعروف.


وذكرت أن الميثاق الغليظ يقتضي حسن المعاشرة بين الزوجين، والصدق، والتضحية، والإخلاص، والبذل، والوفاء والحب، والتفاهم، وحفظ الأسرار وستر العيوب في حال استدامة العشرة، أما في حالة استحالة العشرة والفراق بالطلاق فإن الله وضع مبادىء للانفصال ولإنهاء هذا العقد الذي سماه بالميثاق الغليظ، فإذا كانت المعاشرة إبّان الحياة الزوجية بالمعروف فإن التفريق والطلاق ينبغي أن يكون بالتي هي أحسن، مع استمرار كثير من المعاملات الأخلاقية الراقية ويزيد عليها.


واستدلت الدكتورة «شاهين» بقوله تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}، ومن المعلوم أن الإحسان أرقى درجة وأرفع مكانة من المعروف.


وأشارت إلى أنه من المعروف في الطلاق أن لا يسيء أحد الزوجين للآخر وأن لا يسعى في تشويه صورته وتحطيم شخصيته، وأن لا يظلمه شيئا من حقوقه، وأن يتلطف له في القول والفعل، أما الإحسان فأن يذكره بالخير ويبرز مواطن الفضل عنده ويظهر كريم صفاته التي يتحلى بها، وأن يعطيه من الحقوق أكثر مما يستحق وأن يتنازل له عن بعض حقوقه ويعفيه من بعض واجباته.


ولفتت إلى أنه لذلك قال تعالى {وَلاَ تَنسَوُاْ الفضل بَيْنَكُمْ}؛ فالمعاملة في حال الطلاق ينبغي أن تكون بين الزوجين بالفضل لا بالعدل لأن العدل وحده قد يكون شاقاً وتبقى البغضاء في النفوس، ولكن عملية الفضل تنهي المشاحنة والمخاصمة والبغضاء، فمعنى {وَلاَ تَنسَوُاْ الفضل بَيْنَكُمْ}، إن التقابل في العفو يكون بين الاثنين، بين الرجل والمرأة، ونفهم منه المقصود بقوله تعالى: {أَوْ يَعْفُوَاْ الذي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النكاح} أنه هو الزوج، فكما أن للمرأة أن تعفو عن النصف المستحق لها فللزوج أن يعفو أيضا عن النصف المستحق له.


 واختتمت تصريحها، بأن هذا في الأمور المادية فاذا كانت الأمور الاجتماعية والنفسية فهي أولى بالفضل لا بالعدل ولذلك فإن ما يحدث الآن بين الناس في حال الطلاق من سلوك لا أخلاقي ينم عن عدم علم بعظم العقد وحقوق وواجبات كل منهما تجاه الآخر.

 

اقرأ أيضًا: المفتي: الميثاق الغليظ للزوجين يعني حفظ كل منهما سر الآخر

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة