صورة موضوعية
صورة موضوعية


المصري القديم أول من استخدم الأرقام في التاريخ

شيرين الكردي

الأربعاء، 23 ديسمبر 2020 - 06:03 ص

رصدت الباحثة الآثارية أسمهان محمد حامد بكلية الآداب جامعة دمنهور الأرقام في مصر القديمة وهى نظام عمودى استخدمت فيه الهيروغليفية والهيراطيقية منذ حوالي الألف الثالث قبل الميلاد حتي نهاية الألفية الأولي بعد الميلاد.

وتشير الباحثة الآثارية أسمهان محمد حامد إلى أن النظام الرقمي ساعدنا في انجاز المباني كالأهرامات والمعابد والمقابر واستخدم المصريون القدماء رموز لكتابة الأعداد فكان يوجد رمزًا للعدد " واحد " ورموزًا للعدد " عشرة والمضاعفات العشرية له " ولقد شاع استخدام الرقم "10 " والمضاعفات العشرية له حيث أن المصري القديم كان له قدرة عقلية علي التفكير فكان من البديعي أن أصابع اليدين "10" فكان هو هذا الأساس  الشائع المستخدم في استخدام الأرقام في الحياة اليومية .

وتضيف أسمهان محمد حامد أنهم كانوا  يكتبون الأعداد بحيث أن يكون الرقم الكبير علي اليسار والصغير علي اليمين علي الرغم أن حقيقة كتابتهم كانت من اليمين الي اليسار حيث كانوا يقدسون المكان الأيمن ويسمونه " يمنين " أما اليسار كانوا يعتقدون أنه مكان الأرواح الشريرةولعبت الأرقام دور بالغ في الفلك والتنبؤات فلقد وضع رقمًا سرياً يشير إلي تاريخ ميلاده كما استخدموها أيضا في التعاويذ والطلاسم والأحجبة.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن الأرقام كانت تنتقل من مكان الي آخر حسب هجرة القبائل مثل قبيلة " بنو مناف " الذين هاجروا من منف الي مكة وبعد تعريب هذه الحروف هناك أطلق عليها " جداول الأرقام المكية " ولقد نقلت إلى مصر بواسطة حكماء العرب ولقد نقلها اليهود الذين خرجوا بها مع النبي موسي ولقد احتفظوا بأسرار لأنفسهم حتي انتقلت الي بعض الأديرة المسيحية ولم يستخدم المصريون الصفر ولكنه في الحضارات القديمة كالحضارة البابلية والحضارة الصينية كان يرمز إلي " اللا شئ" وكان لكل رمز قيمة معينة بغض النظر عن مكانته ولا توجد قيمة مكانية له وكانت عملية الجمع تسهل قراءة الأعداد ولكنه لم يكن بسيطًا بشكل جيد فكانت قيمة العدد هي مجموعة قيمة كل الرموز المعبرة عنه.

 

ويشير د.ريحان إلى عدم وجود طريقة للتعامل مع الكسور فلقد ذكرت برديات للتعبير عن الكسور المختلفة يكون بسطها الواحد الصحيح ومقامها عدد صحيح ولم تكن الأعداد تزيد عن المليون  فربما كان المصريين لم يحتاجوا إلي استخدام أعداد تزيد عن المليون ولم يوجد رموز تعبر عن الأعداد التي تزيد عن المليون  بعد 2500 سنة من تطوير النظام الرقمي وكان أكبر عددًا استخدموه هو " الألف " مما يوحي لنا أن العدد مليون كان كافٍ لحاجة الحضارة المصرية القديمة.

 

ويوجد نوعين من الأعداد وهما ( الأعداد الرقمية , الأعداد الترتيبية )  والأعداد الرقمية هي الأعداد من (9-1  ) واهتم بها  المصري القديم وأعطاها قيمة صوتية كانت تقسم الأرقام ليسهل قراءتها الي آحاد وعشرات ومئات وكان يكتب الرقم ثم القيمة الأكبر أولًا ثم الرقم الأصغر قيمة فإذا كان الرقم الأكبر قيمة يقع في خانة العشرات  أو المئات فيكتب الرقم الأصغر قيمة في خانة الآحاد، وكانت طريقة كتابة الأعداد كالآتى 33،22،11،  134، 1966 وكان العدد يقع قبل المعدود ماعدا الرقم "1 " فكان يكتب نطقه ويطابق المعدود ولكنه يسبقه في بعض الحالات مثل أحد عشرة عامًا، مدينة واحدة.

 

وينوه د.ريحان من خلال الدراسة إلى الأعداد الترتيبية وكانت من 2 إلى 9 واستطاع المصري القديم أن يقسم العين إلي 36 وحدة حيث استخدمها كمقياس او معيار للحبوب واستطاع المصري القديم أن يبهر العالم بما توصل إليه في جميع العلوم ولقد تميز في علم الرياضيات التي توصل فيه لإيجاد الأرقام التي سهلت علينا مقاييس أشياء كثيرة فبدون اكتشافهم للأرقام لم نكن نستطيع أن نري الأهرامات والمعبد والمقابر هذا الإعجاز الذي حير كثير من علماء الغرب .

 

ولقد اكتشف نصوص كثيرة كشفت عن استخدام الرياضة في الحياة المصرية القديمة مثل البردية المسماة ببردية "رنيد " والتي اعتبرت بمثابة كتاب تمهيدى عن الرياضيات فقد علم الكثير عن الرياضيات من خلال هذا النص وأن الأسباب التي جعلت المصريين بحاجة إلي تعلم الرياضيات كانت تتعلق بالزراعة وفصول السنة فكانت الزراعة متعلقة بالفيضان  ولكن من المهم معرفة متي سيأتي الفيضان للتمكن من الاستعداد فاستخدام الكهنة هذه الحسابات لإنشاء التقويم المصري كما كانت الحكومة المصرية القديمة بحاجة إلى تعلم الرياضيات والأعداد لاستخدامها في التجارة والضرائب واعتمدت الحكومة المصرية علي الكهنة المحترفين الذين كان عليهم تعلم القراءة والكتابة والرياضيات.

 

اقرأ أيضا : موائد القرابين بمصر القديمة وعلاقتها بالعالم الآخر
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة