أختفاء حقن مرضى الأورام (صورة موضوعية )
أختفاء حقن مرضى الأورام (صورة موضوعية )


مرضى الأورام تحت رحمة السوق السوداء للأدوية

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 23 ديسمبر 2020 - 03:35 م

كتب :هاجر زين العابدين  


◄هيئة الدواء : خطة سريعة لتأمين الاحتياجات المطلوبة بالتنسيق مع « الشراء الموحد»
◄اختفاء حقن «الأندوكسان» وبيعها بالسوق السوداء بـ 3 أضعاف السعر
◄المرضى : نحصل عليها بـ1500 بدلاً من 500 جنيه من صفحات الفيس

 

هناك من يتربح من أوجاع المرضي لم يرحم آلامهم..هذا هو ملخص اختفاء حقن (الإندوكسان) والتي تعد هي أحد العقاقير الأساسية في علاج الكثير من الأورام وكذلك الأمراض المناعية ، لتظهر الحقن في السوق السوداء بـ3 أضعاف سعرها لتصبح بـ1500 جنيه بعدما كانت تباع بالصيدليات بـ500جنيه ، ( الأخبار المسائي) رصدت الظاهرة بالحديث مع المرضي وكذلك بالتواصل مع مافيا الدواء بالسوق السوداء .


« مش لاقين الحقنة بقالنا شهر، وبقالي 5 مرات باسأل في المستشفي مش بلاقيها « بهذه العبارات الموجعة تتحدث والدة الطفل محمود مصطفي الذي لم يتخط عامه الثاني عشر، أن صغيرها المصاب بسرطان الدم «لوكيميا الدم « لم يستكمل علاجه بعد ، فقد وصف له الطبيب حقنة الإندوكسان ، لاستكمال علاجه مع جرعات الكيماوي المخصصه له، ولكن باتت بشتي الطرق أن تبحث عنها فلم تجدها، واستطاعت من خلال أحد الأقارب توفيرها ولكن بأضعاف ثمنها فقد حصلت عليها بـ 1400 جنيه بعد مفاوضات كثيرة لتحصل عليها بهذا السعر». 
 

ضعف سعرها

لم تكن هي الحالة الوحيدة التي رصدناها من معاناه مرضي الأورام بسبب اختفاء حقن الإندوكسان بل بات أصحاب الأمراض المناعية الشديدة يصرخون من عدم توافرها. فيقول أحمد محمود : «والدي مصاب بالمتلازمة النفروسية للكلي ، وأخبرني الطبيب أنها أحد الأمراض المناعية التي تصيب الكلي ، ووصف له الطبيب أن يستمر علي حقن( الإندوكسان) ضمن الكورس العلاجي المخصص له لمدة 6 أشهر، ونظراً لعدم توفيرها منذ 30 يوماً تورم جسده « لكنه استطاع أن يحصل عليها في السوق السوداء بـ1500 جنيه  بدلاً من 500 جنيه، بعدما نصحه أحد أصدقائه بالبحث عنها علي أحد الصفحات المخصصة لبيع الدواء علي منصات التواصل الاجتماعي. 

 


 

اختفاء من الصيداليات
وأشار محمود فؤاد « مدير المركز المصرى للحق فى الدواء» أن من حين لأخر تظهر أزمة فى علاج مرضي الأورام نتيجة أن أغلبها يأتي استيراد من الخارج، ومنذ ارتفاع سعر الدولار أصبح الأمر يتفاقم .


أما عن حقن الإندوكسان فهى تستخدم فى علاج مرضي الأورام وخاصة الأطفال المصابون بـ«لوكيميا الدم»  وكان هناك إحدى الشركات الخاصة المسؤولة عن استيرادها ويتم توزيعها عن طريق الشركة المصرية لتجارة الأدوية ، وشهدت اختفاء من الصيدليات المخصصة لبيعها منذ شهر ، وأصبحت متداولة فى السوق السوداء بأضعاف ثمنها، ورغم رفع سعرها أكثر من مرة لتوفيرها بسعر 400 جنيه، إلا أن الأزمة عادت مجدداً واختفت (الحقنة ) لتباع فى السوق السوداء .

 

اقرأ أيضا: «‬شهادات‭ ‬الوهم» في معاهد‭ ‬التمريض الخاصة

 

وبالسؤال عن كيف وصلت الحقن لبيعها فى السوق السوداء وعدم وجودها فى أماكنها المخصصة كصيدلية الشكاوى ؟. أوضح أنه قد يكون هناك تلاعب من قبل المندوبين المخصصين لتوزيعها فى الاتجاه الرسمى والمشروع لها . ..ومن هنا تظهر بالسوق السوداء ويتم بيعها بأربع أضعاف ثمنها ..وهى حقنة مكملة لبروتوكول علاج مرضي الأورام ولا غنى عنها ، ويتم مخاطبة مستشار رئيس الوزراء للشؤون الطبية بضرورة توافرها. 

 

علاج سرطانى وصناعى
يوضح حاتم العيشى, «أستاذ الروماتيزم بالقصر العينى» أن حقن الإندوكسان هى حقن يتم أخذها مع جرعات الكيماوى ويتم استخدامها إما لعلاج الأمراض السرطانية أو الأمراض الروماتيزمية المناعية التى بها نشاط عادى مثل مرض الذئبة الحمراء والأوعية الدموية ،و الحقن كانت متوفرة من قبل وبسعر زهيد يصل لـ 20 جنيهاً فى السنوات الماضية ، وشاهدت فى الأونة الأخيرة نقص شديد ومثلها مثل أى أدوية عندما تصبح شحيحة لنجد البعض يستغل الأزمة والمتاجرة بأوجاع المرضى وظهورها فى السوق السوداء  ليتم بيعها بأربعة أضعاف ثمنها . وعدم توافرها خاصة للمرضى التى تعتمد عليها  فى  بروتوكولات العلاج يلحق بهم الضرر وقد يضطر الأطباء لوصف البديل عنها للمرضى ولكن تكن الفاعلية فى العلاج أقل .

 

 

جرعات حسب الحالة
..ويستكمل الدكتور مريد مكرم « استشاري الجراحة العامة و جراحات الأورام و المناظير « أن الإندوكسان هو عبارة عن علاج للأورام في صورة أقراص أو حقن, و له جرعات مختلفة ويتم وصف حقن الإندوكسان في صورة أمبولات (1 جم ),وهو يمنع تكاثر و نمو الخلايا السرطانية بالجسم و يستخدم في علاج الكثير من الأورام مثل الليمفوما ( سرطان الغدد الليمفاوية), واللوكيميا ( سرطان الدم) والساركوما ( سرطان الأنسجة الضامة ) و سرطان المبايض والثدي و نخاع العظام و الرئة و الجهاز العصبي إلخ .


كما أنه يستخدم أيضاً في علاج بعض أمراض خلل الجهاز المناعي مثل الذئبة الحمراء و المتلازمة النفروسية للكلي والتي تسبب ( تورم بالجسم والوجه و ارتفاع بضغط الدم مع نقص للبروتينات والألبومين نتيجة فقدانها بالبول  .
متابعاً أنه يعطي بجرعات مختلفة حسب الحالة والجرعة . 

ارتفاع معدلات الطلب
أكد الدكتور علي الغمراوي، المتحدث الرسمي باِسم هيئة الدواء المصرية، أنه في إطار المتابعة المستمرة والتعاون المشترك بين هيئة الدواء المصرية وهيئة الشراء الموحد لضمان إتاحة وتوافر المستحضرات الدوائية المهمة بسوق الدواء المصري بقطاعيه العام والخاص؛ قد تلاحظ خلال الفترة الأخيرة زيادة معدلات الطلب والاستهلاك الخاصة بمستحضر إندوكسان (سيكلوفوسفاميد) المستخدم في علاج بعض الأورام (سرطان المبيضين، سرطان الثدي، سرطان الدم، وغيرها) وأمراض المناعة الذاتية، وذلك مقارنة بثبات معدلات استهلاكه خلال العامين السابقين.


تعثر إحدى الشركات
حيث أشار الغمراوي لـ (الأخبار المسائي)، أن تغطية احتياجات السوق المحلي والمستشفيات الحكومية والجامعية من (السيكلوفوسفاميد) ,كانت تتم بشكل رئيسي في الفترة السابقة من خلال مستحضرين أساسين، ولكن نظراً لتعذر إحدى الشركتين عن توفير كميات مناسبة من المستحضر خلال الفترة الأخيرة، مما أدى إلى زيادة معدلات الطلب على مستحضر (إندوكسان) من خلال منظومة هيئة الشراء الموحد للمستشفيات  الحكومية. 
 

مصادر بديلة


وأوضح الغمراوي, أن  جهود هيئة الدواء المصرية للتعامل مع الموقف ارتكزت على محورين رئيسيين: أولهما، هو التأكد من استيراد وضخ كميات إضافية من مستحضر (إندوكسان) بشكل عاجل لتلائم احتياجات كل من السوق المحلي، وكذلك الجهات الحكومية المختفلة، وذلك بالتنسيق مع هيئة الشراء الموحد. حيث تم التنسيق مع شركة باكستر الألمانية المنتجة للمستحضر على توريد شحنات إضافية استثنائية من المستحضر، وبالفعل تم توريد إحدى الشحنات خلال نوفمبر الماضي، وسيتم توريد باقي الشحنات خلال شهري ديسمبر الجاري ويناير المقبل؛ بما يضمن تأمين احتياجات المريض المصري من المستحضر وفيما يخص المحور الثاني، عملت الهيئة بالتنسيق مع هيئة الشراء الموحد على توفير مصادر بديلة للمستحضر.

 

وبالفعل تم تحديد عدد من المصادر المتاحة، وجاري استكمال إجراءات تأمين الكميات اللازمة من تلك المصادر يأتي ذلك من منطلق دور هيئة الدواء المصرية في تأمين احتياجات الدولة المصرية من مختلف المستحضرات والمستلزمات الطبية التي تمس بصحة المواطن المصري.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة