الأربعاء، 30 ديسمبر 2020 - 10:01 م

كان الصحفى والإعلامى الكبير محمود سعد سببا فى علاقتى القوية مع الراحل الكبير الرئيس مبارك.

بعد اختيارى رئيسا لتحرير أخبار اليوم عام ٢٠٠٥ تلقيت دعوة منه لأكون ضيفا فى برنامجه المتميز "البيت بيتك" خلال اللقاء الذى كان على الهواء مباشرة قال لى أكيد دلوقتى الجورنال اعطاك مرسيدس عيون فقلت لا والله لقد خصصوا لى عربية ٢٨ بنت ستين كلب تعطلت مرتين خلال حضورى لك.

بعد اللقاء وبمجرد خروجى من الاستوديو مباشرة اتصل بى السيد صفوت الشريف أطال الله عمره وقال لى غاضبا إيه اللى انت قُلته مع محمود سعد دلوقتى.. فيه رئيس تحرير يقول عربية بنت ستين كلب!! فقلت أنا آسف يا أفندم أصل بصراحة عربية مؤرفة وتعطلت بى مرتين اليوم. فقال الرئيس مبارك كان بيشوف اللقاء وتضايق جدا من حكاية العربية دى ثم أسرع مرة أخرى قائلا يعنى انت دلوقتى معاك العربية ٢٨ فقلت أى والله يا أفندم.

وعدت للجريدة فوجدت الدكتور محمد عهدى فضلى رئيس مجلس الإدارة منتظرنى وقال إيه الحرج ده يا ممتاز.. أنت عرفت أن الرئيس كان يتابع اللقاء فقلت نعم، ورد المهندس عهدى: معلهش العربية المرسيدس فى الصيانة وكلها كام يوم وهتكون معاك.

فى صباح اليوم التالى فوجئت بالرئاسة يطلبوننى.. معك الرئيس مبارك. كانت المرة الاولى التى يحدثنى وقدم التهنئة وسألنى أخبار بنت ستين كلب إيه فقلت الحمد لله وسألته عن اللقاء مع محمود سعد فقال الحقيقة محمود سعد كان كويس جدا جدا وعنده قدرة غريبة أنه يشعرك أنك فى بيتك بالفعل وضحك عليك وخلاك تشتم العربية.

فعدت قائلا ورأى سيادتك فيما قلته أنا فى البرنامج فقال أنا الحقيقة كنت بشوف محمود سعد وضحك. بعدها التقيت مع الرئيس مبارك 14 مرة وكنت اتحدث معه أسبوعيا وظل لسنوات عديدة يسألنى ضاحكا أخبار بنت  الكلب إيه؟!

تذكرت هذه الواقعة وأنا أتابع بكل التقدير الإعلامى الكبير محمود سعد وهو يحكى ذكرياته فى اليويتوب. يملك قدرة فائقة على أن يجسد حكاياته ليجعلك جزءا مما يحكيه بكل الصدق والموضوعية والامانة. فتح قلبه ليتحدث بعفوية عن مواقف كثيرة عاشها حتى تلك التى قد يخجل البعض أن يرويها. 

.. محمود سعد يملك حميمية تقربه من ضيوفه ليتحدثوا بمشاعر حقيقية ودون اختيار للكلمات حتى لو كانت بنت ستين كلب؟!