الإثنين، 04 يناير 2021 - 07:37 م

أخيرا ظهر الحق، وقضت محكمة النقض ببراءة الدكتور محمد عهدي فضلي رئيس مؤسسة "أخبار اليوم" السابق من تهم إهدار أموال المؤسسة، البراءة جاءت بعد رحلة عذاب فى السجون، وبعد ألم نفسى كبير أصاب الدكتور عهدى وأسرته فى عصر جماعة الإخوان الإرهابية. كل هذا لمجرد حظه العثر فى تحمل مسئولية إدارة المؤسسة فى عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك. فكان عصر انتقام من كل من حمل المسئولية قبل ثورة 25 يناير 2011. البراءة شملت المرحوم هانى كامل مدير عام الإعلانات فى المؤسسة، والذى توفى أثناء سجنه.

عرفت عهدى منذ كان مهندسا بمطابع أخبار اليوم. كنا نلتقى سويا فى حمام سباحة نادى الزهور، نعلم أطفالنا العوم. ارتقى فى مهنته وأصبح مديرا للمطابع ثم مديرا عاما للمؤسسة ثم رئيسا لها. شهدت المؤسسة معه طفرة هائلة، خاصة فى إيرادات الإعلانات. ثم تولى الأستاذ الكبير محمد بركات رئاسة المؤسسة قبيل ثورة يناير، واختارنى مع الراحل العظيم مصطفى بلال مستشارين له. وتمت عملية الاستلام والتسلم فى هدوء واحترام. تألمت كثيرا عندما أدركت التصرف الانتقامى الذى ينتويه الإخوان تجاه رموز الصحافة. وأبلغت صوتى ورفضى للعديد من القيادات الإخوانية وكان من بينهم وزير العدل، ويعلم الجميع كم قاومنا التدخل الإخوانى فى مؤسستنا. ربما يأتى يوم نحكى فيه الأحداث كاملة.

اليوم أقول للدكتور عهدى أكرمك الله بالبراءة الكاملة، بعد عذاب سنوات عجاف مؤلمة، لكن الله مع الصابرين المحتسبين. لقد أمضيت فى السجن ثلاث سنوات وعدة أشهر. لكن العدالة فى مصر منحتك البراءة من كل ما نسب إليك من اتهامات. وحصلت على براءة ذمتك تماما. وأشادت المحكمة بأسلوب إدارتك لمؤسسة أخبار اليوم. صدرت حيثيات الحكم فى 25 صفحة، أكدت فيها أن أدلة الاتهام جاءت قاصرة عن حد الكفاية واهنة واهية لا تكفى لثبوت الإتهام، وخلو الأوراق والوقائع المقدمة فى القضية من مخالفة النص العقابى سواء باستغلال النفوذ او التربح للنفس أو الغير أو أية جرائم من جرائم العدوان على المال العام.

دعاء: حسبنا الله ونعم الوكيل.