دير الأنبا مقار
دير الأنبا مقار


دراسة ترصد: حكاية «دير الأنبا مقار» مع أول زيارة لحاكم مسلم

شيرين الكردي

الثلاثاء، 05 يناير 2021 - 05:14 م

رصدت دراسة أثرية للباحث الآثارى عبد الفتاح عبدالحليم زيتون مدير عام مناطق آثار وادي النطرون والدكتور عثمان الأشقر مفتش التوثيق الأثري والبحث العلمى بوادى النطرون معالم "دير الأنبا مقار" بوادى النطرون.


وأوضح الآثارى عبد الفتاح عبدالحليم زيتون مدير عام مناطق آثار وادي النطرون أن هذا الدير شهد زيارة خمارويه بن أحمد بن طولون عام 884 م أثناء بطريركية البابا ميخائيل الثالث، ودخل كنيسة أبو مقار، وكانت تعتبر أول زيارة لحاكم مسلم لأديرة وادي النطرون منذ الفتح الإسلامي لمصر  تلتها زيارة الملك الظاهر بيبرس البندقداري عام 1264م.


وأشار الدكتور عثمان الأشقر مفتش التوثيق الأثري والبحث العلمى بوادى النطرون أن دير القديس أنبا مقار الكبير ويُعرف مُختصرًا بإسم دير الأنبا مقار ودير أبو مقار، وهو دير قبطي أرثوذكسي يعد أحد الأديرة العامرة الأربعة بصحراء وادي النطرون غرب دلتا النيل في صحراء وادي النطرون ويُنسب هذا الدير إلى الأنبا مقار الكبير، وهو تلميذ للأنبا أنطونيوس الكبير مؤسس الرهبانية المسيحية، وقد ترهب مقار الكبير واعتكف بصحراء وادي النطرون، وقد بدأ بإنشاء صومعته في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي وكان يرأس الدير البابا شنودة الثالث، وذلك بعد استقالة الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط بعد قضائه 65 عامًا في خدمة رئاسة الدير.


وألقي خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة مشيرًا إلى تاريخ الإنشاء والتجديدات التي لحقت بالدير علي مر العصور     وأن أول ظهور لتجمع رهباني أوّلي في صحراء وادي النطرون بدأ في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي بعد وفاة القديسين ماكسيموس ودوماديوس مباشرة عام 384 م، وبدأ هذا التجمع بقلاية واحدة هي قلاية مقار الكبير نفسه، والتي كانت عبارة عن مغارة مسقوفة بالجريد والبردي، وتقع غرب الدير الحالي مكان دير البراموس، ثم تجمع التلاميذ والمريدون حوله، واستقروا بعد بنائهم قلالي أخرى لأنفسهم على مسافات متباعدة من قلاية مقار.

ومع كثرة مريدي الرهبنة بالقرب منه هجرهم وذهب إلى مكان الدير الحالي، وبذلك تأسس أيضاً دير البراموس ومع مرور الوقت وتجمع تلاميذ جدد حوله تم بناء كنيسة لإقامة الصلوات التي يتجمع فيها الرهبان، وكان بجوارها بئرماء ومخبز ومطبخ لإعداد الطعام، ثم تطوّر الأمر وتم بناء مخازن وبيت للضيافة والمائدة التي يتناول فيها الرهبان وجبة المحبة.


وتابع الدكتور ريحان أنه مع نهاية القرن الخامس الميلادي، أغدق الإمبراطور الروماني "زينون " بالمال على الأديرة في إطار تصليحات وتوسعات وإنشاءات جديدة إكرامًا لابنته "إيلارية" التي هربت من قصره واكتشف بعد ذلك إنها ترهبت بوادي النطرون، وظهرت أبراج الحصون والكنائس والمنشوبيات والمباني ذات الأعمدة الرخامية، وقد أمر الإمبراطور بإعادة بناء كنيسة الأنبا مقار.


ونوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى معالم الدير الذى ينقسم من الداخل إلى قسمين متساويين بواسطة مجموعة من المباني إتجاهها العام من الشرق إلى الغرب، والقسم الشمالي له شكل رباعي ويشمل فناءً مفتوحًا يتوسطه بئرلم يعد ماؤه صالحًا، كذلك ساقية من الطوب الأحمر أقيمت عام 1911 م، ويحد الجانبين الشرقي والشمالي للفناء صفان من القلالي وكنيسة الأنبا مقار، كذلك أقيم قصر الضيافة إلى الشرق مع صف حديث من القلالي ، أما غرب الفناء فتوجد كنيسة التسعة وأربعين شهيدًا من شيوخ شيهيت، وبجانبها توجد حجرة أو قلاية تُعرف بقلاية الميرون، وكان يطبخ بها زيت الميرون قديمًا، وفي القسم الجنوبي من الدير يظهر الحصن، وفي أسفل حائطه الجنوبي يظهر مدفن للرهبان المسمّى الطافوس، أما في ناحيته الشمالية فتظهر كنيسة أباسخيرون، أما غربًا فتوجد حجرة المائدة.


وفي عهد البابا شنودة الثالث -البابا 117- أقيمت مجموعة قلالي جديدة ومائدة ومكتبة تُعتبر أكبر مكتبة ديرية لحفظ ما تبقى من المخطوطات والكتب النادرة، وقد أٌلحق بالجهة الشمالية من المكتبة مخزن متحفي، وتعرض فيه القطع الرخامية التي عُثر عليها أثناء تجديد الدير مثل الأعمدة وتيجانها وقواعدها ولوحات المذبح التي تعتبر من أندر القطع في العالم، هذا بالإضافة إلى أحواض اللقان والأواني الفخارية والخزفية الملونة.


ويضم الدير عدة كنائس هي كنيسة الأنبا مقار الكنيسة الرئيسية الكبرى بالدير وكنيسة الشهيد أباسخيرون وكنيسة الشيوخ بالإضافة إلى كنائس الحصن الذى يشمل أربع كنائس من إجمالي سبعة، وهي: كنيسة العذراء، وكنيسة السّواح، وكنيسة القديس أنطونيوس، وكنيسة الملاك ميخائيل.

شاهد ايضا :- البابا تواضروس يستقبل نيافة الأنبا كاراس والأنبا ديمتريوس

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة