عبدالفتاح يعقوب مع إحدى المتعلمات
عبدالفتاح يعقوب مع إحدى المتعلمات


الأسطورة عبدالفتاح يعقوب

من عامل خدمات لا يقرأ ولا يكتب إلى مدير إدارة لتعليم الكبار

آخر ساعة

الخميس، 07 يناير 2021 - 03:55 م

ندى البدوى

بطل هذه الحكاية إنسان من لحم ودم لديه إرادة وعزيمة قوية، وليست مجرد خيال أو سيناريو لأحد المسلسلات الدرامية، بل نحن أمام نموذج رائع لروح مُقاتل دؤوب تتجسد فى تجربة إنسان مثابر سعى لبناء وتطوير ذاته ونجح.
بهذه الروح، قطع عبدالفتاح يعقوب رحلته فى التحرر من الأُميّة وإكمال مسيرة التعليم حتى مرحلة الدراسات العليا، وخلال هذه الرحلة لم يكن لوحده بل أخذ خلالها بيد الآلاف ممن حُرموا من الالتحاق بالمدارس فى طفولتهم.

لم يتخيّل الرجل الخمسينى الذى بدأ الطريق كعامل خدماتٍ مُعاونة بفرع هيئة تعليم الكبار بمحافظة الفيوم، أن يُصبح فى يوم ما على رأسِ إدارة لمحو الأمية، بعدما تولى مسؤولية إدارة مركز إطسا لتعليم الكِبار بالمحافظة.
وكان دافعه ووقود محركه فى تلك الرحلة هو حرمانه من التعليم فى سنوات عمره الأولى التى قضاها فى مساعدة والده على أعباء الحياة، والذى جعله مُتعطّشًا للنهل من الطريق الذى غيّر واقعه بشكل كبير.
«لم أكن أعرف مهنةً إلا الزراعة، كما تحملت مسئولية كبيرة منذ الطفولة كونى أكبر إخوتي، لكن رغبتى فى التعلّم دائماً ما كانت تدفعنى إلى الأمام، وهو ما حرصت عليه فى تعليم أبنائى الذين ساعدونى بدورهم».
يُتابع يعقوب عائداً بذاكرته إلى سنواتٍ بعيدة: «التحقتُ بأحد فصول محو الأمية بقرية (منيا الحيط) التى أنتمى إليها، وحاولت تعلّم القراءة والكتابة بشتى الطُرق، كنت أقرأ كل ما تقع عليه عيناى حتى أوراق الجرائد القديمة المُتناثرة فى أى مكان، حتى تقدمت قبل 11 عاماً إلى فرع هيئة تعليم الكبار للعمل عاملاً، قبل أن أخضع لاختبار محو أمية يوم استلامى للعمل الذى كان بمثابة بداية لكل شيء».
يواصل: «تدرجت فى المراحل التعليمية التى بدأتها بالتحاقى بالصف الأول الإعدادى لأحصل بعد سنوات على درجة البكالوريوس من كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الفيوم التى تخرجت فيها عام 2014، ما أهلنى لتولى مسئولية الإشراف على عملية محو الأمية بالمركز الذى يضم 13 وحدة محلية يتبعها عددٌ كبير من القُرى والنجوع والعِزب».
لم يكتفِ عبدالفتاح بتعليمه الجامعى بل استكمل مسيرته إلى الدراسات العليا، حيث حصل على أكثر من دبلومة مهنية فى التربية والإدارة التعليمية، ليبدأ مؤخراً فى تسجيل رسالة ماجستير بكلية التربية جامعة كفر الشيخ.
«أطمح من خلال دراستى إلى التخصص أكثر ببرامج محو الأمية، لدينا سنوياً 5 آلاف دارس نمحى أميتهم من خلال 300 فصل على مستوى المركز، بالتعاون مع العديد من الجهات المُعاونة منها وزارة التضامن الاجتماعى والجمعيات الأهلية، وآمل فى مضاعفة هذا العدد بتحفيز أهالينا وتشجيعهم على ذلك»..
ولا تزال ملحمة عبدالفتاح يعقوب مستمرة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة