باسم أمين
باسم أمين


شكرا ترامب لقد كشفت اللعبة

باسم أمين

السبت، 09 يناير 2021 - 05:20 م

  هل كنا نتخيل ان يُمنع رئيس اكبر دولة في العالم من استخدام السوشيال ميديا عبر حساباته الرسمية و الموثقة علي تويتر او فيسبوك او حتى سناب شات ؟! 

نعم لقد اثبت  ترامب ان رئيس امريكا ليس اقوى شخص في العالم و ان هناك من يمكنه ان يمنع  و يحجب رئيس الولايات المتحدة الامريكية  عن قول رأيه او ان يتحدث حتى بصفته رئيس الولايات المتحدة الامريكية و هنا لا يمكن ان يمر هذا الحدث علي عقل اي متابع مرور الكرام، إن لم يجعلنا هذا الحدث ان نرى السوشيال ميديا على حقيقتها فمتى نراها؟! 

الدولة التي خرج منها اختراع الانترنت و من بعده شبكات التواصل الاجتماعي " السوشيال ميديا" تمنع رئيسها من ان يتحدث انه لحدث جلل... اذن هناك شئ ما و هناك هدف خُلقت من اجله السوشيال ميديا و يعاقب اي انسان يحاول ان يخرج بعيدا عن هذا الهدف ولو كان رئيس الولايات المتحدة ذاته  "رئيس اكبر دولة في العالم" وكأن السوشيال ميديا تريد ان تخبرنا ان هناك عالم غير العالم وهناك سُلطة فوق كل السُلطات و اننا جميعا مجرد ادوات للعبتهم ومن يظن ان لديه رأي مخالف فيسعاقب بالطرد و المنع و الحجب و كأننا عُدنا للعصور الوسطي بل ان ما يحدث يثبت اننا فعلا لم نذهب بعيدا عن ممارسات العصور الوسطى و لكن بطرق معاصرة. 

وهنا انا اصفق و اقف احتراما للدول التي فهمت اللعبة مبكرا فدول كالصين وروسيا لديهم السوشيال ميديا الخاصة بهم ، سوشيال ميديا "محلية" فلا يمكن الدخول لحسابك علي فيسبوك او تويتر من الصين ،يتم مصادرة حسابك فورا و لا يمكنك استرجاعة حتى بعد ان تعود لبلدك. 

ففي الصين هناك موقع شبيه فيسبوك ولكنه خاص بالصينيين فقط و موقع اخر شبيه اليوتيوب لمشاهدة ورفع الفيديوهات ولكنه خاص بالصينيين فقط، فهل الصين وروسيا لم ينخدعوا وحدهم باللعبة؟! الواقع للأسف اثبت ذلك و اثبت انهم كانوا محقين في منع اختراق مواقع السوشيال ميديا " العالمية" لبلادهم. 

لقد اغلقوا حسابات الرئيس الامريكي على تويتر وفيسبوك  قبل ان تنتهي ولايته رسميا ولا يزال هو الرئيس الامريكي بالفعل التي ستنتهي ولايته بعد ايام ولم يكتفو بذلك لقد قاموا بحذف تطبيق "بارلية" من متجر جوجل لمجرد ان ترمب بدأ باستخدامه وهو احدث منصات السوشيال ميديا. 

لعلك تتسائل الان من هم الذين اغلقوا تلك الحسابات للرئيس الامريكي و من الذين منعوه؟! 

انا لا اعلم ولذلك تحدثت عنهم بصيغة المبني للمجهول و من يصدق ان مارك زوكر بيرج "مالك فيسبوك" هو من امر بإغلاق حساب ترامب او جاك دورسي " مؤسس ومدير تويتر" هو من اغلق حساب ترمب على تويتر فهو اما ساذج او جاهل ليرى الامور بتلك النظرة السطحية فنحن امام ادارة عليا للسوشيال ميديا هناك من يقرر و يدير محتوي تلك المنصات و يحدد ما يجب ان نراه وما يجب الا نراه او نعرف عنه شئ وعليك عزيزي المستخدم ان تتماهى مع اهدافها او على الاقل لا تصطدم مع الهدف الاسمي الذي انشأت من اجله لذلك اصبح هناك ما يسمي بحروب الجيل الرابع وهي حروب لا بارود فيها ولا رصاص ولكن عن طريق الاعلام و السوشيال ميديا ففيها يتحول المتلقي الي اداة و الي السلاح في ذات الوقت الذي سيتم توجيهه كيفما ارادوا ووقتما ارادوا فلا تصدق حديثهم عن الديمقراطية وحرية الرأي يا عزيزي فهم يسوقون لمنتج ليحققوا منه الارباح و الاهداف و ان تعارض ما يروجوا له مع اهدافهم منعوه وحجبوه بمنتهي الديكتاتورية وفرض الامر الواقع.

شكرا ترامب لقد كشفتهم لكل ذي عقل لقد ربحت اكثر من ان تربح الانتخابات الامريكية لقد ربحت احترام العالم بكشفك لاكبر كذبة وخدعة بالتاريخ و كانه يريد ان يذكرنا "دون ان يقصد" نحن كعرب ان نفس المواقع ونفس المنصات تم استخدامها لهدم استقرار بلادنا بحجة نشر الديمقراطية و الحرية وكانت تري ان التحريض على العنف في بلادنا "حرية" و ان هدم مؤسساتنا الامنية "ثورة" فهي لم تغلق حسابات من حرضوا على حرق اقسام الشرطة و لم تغلق حسابات من حرضوا ونظمو مظاهرات امام وزارة الدفاع المصرية و لكنها اغلقت حساب ترامب لمجرد ان انصاره اقتحمو الكونجرس و اعتبروا ترمب محرض على العنف لانه لا يريد ان يعترف بهزيمته في الانتخابات.

 شكرا ترامب لقد كشفت اللعبة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة