محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد


الخروج عن الصمت

تحية لصاحب المدد

الأخبار

الأحد، 10 يناير 2021 - 07:42 م

عندما يكتب تتحسس فى دروب كلماته كل شىء، تشعر برائحة الأرض وعرق الفلاح، يأتيك نسيم تحتاج إليه وأنت تستظل بشجرة صفصاف تغسل شعرها فى قناية القرية، تجد للكلمات ألف معنى ومعنى وسط عزيمة الرجال لحظة الهروب من ظهيرة شمس نصبت نفسها عامودية فوق رؤوسهم وكلما رفع قامته ليهوى بفأسه على الأرض تلفح جبين جبهته، يغمض عينيه بعدما أصبح شعاعها كأنه نافذة إلى تلك البؤرة البصرية التى أنعم الله بها عليه وهى العين، فى القريه حكاوى وغناوى وقول كمان ربابا يسهر عليها ولاد البلد على ضى القمر وفى كل ليلة ينشد صاحب الصوت الجميل قصصا وسيرا وعبرا منها ابو زيد الهلالى، وعنترة وولاد البلد ترويهم الأقاصيص وفى كل مرة يقولون يا ترى هينشد ويحكى عن مين فينا اللى يحب أبو زيد وفينا اللى عاشق عنترة وكمان اللى مغرم بأدهم الشرقاوى، ده ثامر الكبار ويا بخته اللى أبوه يحظيه بثامرهم، ومش كل صبى فينا ناله الحظ، فينا اللى اتجمعوا على المصاطب واعتاب البيبان والرعب ماليهم والجدة تحكى عن عروس البحر وأبو رجل مسلوخة، أجساد هزيلة تتنفض من الخوف ماسكين بتلابيب بعض، وفى سكوت الجدة يأتى النوم.

فى القرية كل شىء موجود خيرات ربنا كثير لكن واحنا بنفتكر كل الخير تلقينا بننسى أهم ما فيها (الإنسان) وفى السرد بتعيش لحظات الفرح والألم ماهو كل شئ بيحكيه مربوط بتواريخ ومقاسى احتلال وسلطة وملكية وقضية الكل آمن بها لما صحينا ونمنا على جروحهم وانت ليلاتى بتشوف شهيد واسير الحكاية من زمان ومن وسط الوجع بيتولد الإنسان اللى عينيه فتحت على حروب كثيرة قتل العدو الجبان ولادنا واحنا بندافع عن أخواتنا فى فلسطين الزرعة انزرعت من زمان فى القلوب. آه وأنت بتسير معاه من عتمة إلى نور ومن قرية ونجع وكفر إلى مدينة حيث العيون الحالمة بالنور.

تاريخ بيسرده خيرى حسن وأنت بتمشى فى دهاليز الحكايات حالف ليرجع الحق لأبوه،ورمز الأب جوه فى أعماق الريف كفر الاعجر حيث اتولد من بطن الألم شاعر سلاحه كانت كلمته وحماسه خارج من ضلوعه وهو بينادى على ولاد البلد (مدد مدد شدى حيلك يابلد) والشدة من الرجال وقت الشدة كان ليها الف معنى علشان كده بقول زكى عمر عاش بينا بتلك الكلمات واحنا بنحيى صاحب المدد كان لازم ارمى السلام على اللى مشانا وسط الدروب ألفين سلام وتحية لخيرى.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة