أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

٢٠٠ آلو ولا حدش رد

أسامة شلش

الثلاثاء، 12 يناير 2021 - 09:24 م

زمان فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى كنا نعانى من أزمة كبرى فى الاتصالات لم يكن لدينا لا شبكات ولا خطوط ولا حتى عدة الهاتف، وان وجدت فهى ترقد داخل البيوت بلا حرارة ولا حياة فيها كانت الحرارة كالحلم شبه منعدمة تماما ولو أتت بعد المحايلة لا تستمر إلا لثوان ولا اتصال بين المحافظات وكان الوصول للمشاوير أسرع. من فرط المشكلة كنا نردد أغنية من باب المزح والتريقة على حال التليفونات تقول كلماتها الو الو ٢٠٠ الو ولا حدش رد.

تذكرت تلك الأغنية الآن بعد أن دخل الخدمة التليفون المحمول فى مصر وذلك بسبب ما يفعله المحمول فينا الآن كارثة بمعنى الكلمة خدمة من سيئ لأسوأ فلا يمكنك استقبال مكالمة تسمعها بوضوح أو تجرى مكالمة تستمر ولا تنقطع عنك الحرارة هذا يحدث مع أهل منطقتى نيركو بالمعادى ولكن للأمانة اكتشفت أن ذلك يحدث فى أماكن كثيرة وهو ما أكده زميلى إيهاب الحضرى مدير تحرير الأخبار أمس فى مقاله بالشمع ال−−أحمر ما نعانيه من شبكات المحمول وأقول شبكات شيء أصبح لا يطاق فالشكوى من الخدمة منها كلها وكأنهم اتفقوا علينا رغم ما يحصلونه من المليارات ندفعها صاغرين سواء ثمن الخدمة أو ضرائبها، الإحصائيات تؤكد أن هناك أكثر من ١٠٠ مليون خط يمتلكها المصريون حتى أطفالهم فهناك من يملك خطين وثلاثة على الشبكات المختلفة وكلها لا تنأى عنها الشكاوى سواء للمحمول كخط او لخدمة النت معا، وعندما أسأل أى صديق أو قريب أو زميل عن الخدمة لا يكون على لسانه إلا كلمة ∩زفت∪ لا نسمع المكالمات ولا نستطيع إجراءها وأصبحت كلمة خارج نطاق الخدمة هى الخدمة الوحيدة النشطة على أجهزة المحمول من الصعب أن تجرى مكالمة من داخل منزلك إلا إذا خرجت للبلكونة أو نزلت للشارع.  بصراحة لا أجد تفسيرا لتلك الظاهرة هل الشبكات أو قلة الأبراج أو قدم الأجهزة أو سوء توزيع الخدمة؟ من المفترض أن تؤدى الشركات خدمتها على أكمل وجة لأنها ببساطة تتقاضى المقابل لقد تعبنا من الشكوى وليس معقولا أن نشتكى كل يوم لجهاز حماية المستهلك الذى تعب معنا ومعهم. ومعروف أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات هو  المسئول الرسمى على مراقبة أداء شركات المحمول خوله القانون سلطة الرقابة وإجبار الشركات على حسن تقديم الخدمة، شكاوى الناس أصبحت كثيرة وملحة تحتاج الى قرارات حاسمة فهل من تدخل لحلها بعد أن أصبحت الخدمة خارج الخدمة؟.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة