محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

المنجمون.. وعام «٢٠٢١»!!

محمد بركات

الخميس، 14 يناير 2021 - 06:56 م

أصبح لافتا للانتباه بشدة ذلك الكم الكبير من التوقعات والتنبؤات، التى انطلقت من كل هؤلاء المنجمين والمتنبئين، الذين استضافتهم العديد من القنوات الفضائية التليفزيونية، خلال الأيام الماضية التى واكبت نهاية وبداية العام الماضى والعام الجديد، ليزفوا إلينا رؤاهم لما تحمله إلينا أحداث ووقائع السنة الجديدة.

ورغم ما تحمله هذه التوقعات فى مجملها وما تشتمل عليه فى طياتها، من نذير سوء فى بعضها أو بشارة خير فى بعضها الآخر، بالنسبة للأفراد أو الجماعات أو حتى الدول والشعوب، دون سند حقيقى سوى ما يقوله ويتوقعه هؤلاء المنجمون.

إلا أننا نجد لهذه التوقعات وتلك التنبؤات، انتشاراً وإنصاتا متزايداً بين عموم الناس البسطاء من أهلنا، كما نجد لها انتشاراً واسعاً بين البرامج الحوارية فى غالبية القنوات الفضائية إن لم يكن كلها.

وفى ظنى أن ذلك الإقبال وهذا الانتشار لا يعود فى جوهره، إلى تصديق عموم الناس لهذه التوقعات وتلك التنبؤات، ولكنه يرجع فى جزء كبير منه إلى طبيعة البشر، وما جبل عليه الإنسان من فضول طبيعى لمعرفة ما هو مخفى من الأمور، وما يتملكه من رغبة عارمة للكشف عن المستور.

ورغم احترامى لما يقول به هؤلاء المتنبؤن، من أنهم لا يهرفون بما لا يعلمون، وما يؤكدونه من أن هذه التنبؤات هى نتاج دراستهم الطويلة ومعرفتهم الواسعة بعلوم الفلك والأبراج، ومواقع النجوم وحركة الشمس والكواكب، وعلاقة كل ذلك وتأثيره على ما يجرى على الأرض، وما يقع للناس وما تجرى به المقادير.

إلا أننى ممن يؤمنون بأن ما يقع لنا هو نتاج أعمالنا، وأن الأفراد والجماعات والشعوب هم الذين يصنعون واقعهم ويبنون مستقبلهم بأيديهم وعقولهم وجهدهم،...، وأذكرهم وأذكر نفسى بالقول المأثور "كذب المنجمون.. ولو صدفوا".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة