احمد شلبى
احمد شلبى


كلام على الهواء

مابين المجادِلة.. والمجادَلة

أحمد شلبي

الأحد، 17 يناير 2021 - 07:01 م

الأسرة هى عنوان استقرار المجتمعات فهى الأرض التى تزرع وتربى حتى يحصد المجتمع نبتة طيبة مفيدة تنهض بالدولة فى جميع الاتجاهات.
أشعر بالأسى والفزع عندما تقع عينى على عنوان حالة طلاق كل مائة ثانية.. ما هذا الانشقاق والانفصام واستحالة العشرة، كما ان طلبات الخلع ازدهرت بعد أن كانت حالات ضئيلة وأصبح البيع سهلا بمجرد أن تتنازل المرأة عن حقوقها المالية لمن تريد أن تخلعه.
إننا فى حصار من ضيق الأفق والحياة  تسرب منه أيضا جرائم أن يقتل الأب أو الأم اولادهما أو يتركوهما فى الشارع لقدرهم دون أن تتحرك فيهما قيد انملة مشاعر الحب التى يهبها الله للوالدين قبل أن يولد الطفل ويتناسوا أن الله حرم قتل الاولاد من إملاق.
إننا لم نتعلم شيئا من السيدة خولة التى سمع الله قولها وهى تجادل سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما طلقها زوجها فى جملة «انتِ علىَّ كظهر أمى» أى أنه حرمها على نفسه تماما إلى أن نزلت الآيات لتكفير هذا الذنب العظيم.
السيدة خولة فى جدالها كانت تحرص على لم شمل الأسرة وألا يحدث فراق بقول مشهور: ان تركت الأولاد معه ضاعوا وإن ضممتهم إلىَّ جاعوا. أى بلاغة هذه فى ألا تنهار الأسرة واستمرارها فى الجدل حتى نزل قول الله سبحانه وتعالى فعادت الاسرة إلى الوئام.
ما نشهده الآن من طلاق وخلع معظمهما من أجل خلافات لاتصل إلى حد الفراق ولكن يبدو ان النفس الأمارة بالسوء ضربت جدران بعض الأسر المصرية.
الدولة شريك أساسى فيما وصلت إليه الاسرة المصرية وربما «مودة» ظهرت فى الفترة الأخيرة لإعادة ترميم البناء الأسرى وتقديم العون والدعم للحفاظ على الكيان ولكن أيضا الأولاد أصبحوا نتيجة عدم رعايتهم نفسيا وخلقيا ـ جزءاً من اشعال الاضطرابات الاسرية ـ وهذا ناتج من إنعدام الثقافة والبرامج والاعمال الدرامية التى تقدم الوعظ بشكل غير مباشر وابتعاد البرامج الدينية عن الحفاظ على كيان الاسرة وانشغالها فى مهاترات جدلية وفذلكة لاقيمة لها بل للتشكيك أحيانا فى صحيح الدين والحديث النبوى. ليتنا نعلم بناتنا وأولادنا بما قامت به المجادِلة خولة والبعد عن المجادَلة البينزيطية التى تضر ولا تنفع فانهيار الاسرة مقدمة لانهيار المجتمع حتى وان كان سكانه يعيشون فى رفاهية وليس فقراً فقط.   

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة